
منقول من موقع
ghobrialrizkallah.org
التعب – الراحة
(جا 1 : 1 – 18) ، (رؤ 14 : 13)
التعب والراحة: “باطل الأباطيل الكل باطلٌ”.
سفر الجامعة ملآن من ذكر التعب ويقول مراراً في كل الأصحاحات أن كل الأشياء ملآنة تعباً، والعبارة التي تُكرر في كل الأصحاحات تقريباً: تعب، يتعب، عناء، يعيي، والعبارة التي ترد كردٍّ: “لن يرجع إليه” في مراثي التعب.
الإنسان التعبان يكثر الرثاء فيقول: “باطل الأباطيل الكل باطلٌ”، باطلٌ معناه فارغ وبلا منفعة، ليس معناه كذبٌ وباطلٌ بل معناه الفراغ عندما لا تكون الحياة ممتلئة من الحياة الروحية، وهذه العبارة يكملها الجامعة ويقول: “باطلٌ وقبض الريح”، والأخيرة في معناها الحرفي والروحي تتفق مع الأولى قبض الريح، عندما تقبض الريح فلا شيء، الحياة لا قيمة لها بدون دم المسيح، بدون ذبيحة المسيح، بدون النعمة، فكأن الإنسان حيوانً لأنه من الأرض فإذا لم يرتفع من المستوى الحيواني للخليقة الثانية فالحياة إذاً باطلةٌ، الإيمان الذي هو عطية الله ليس منكم، ليس من أعمالٍ، الذي هو معنى النعمة المجانية.
قبض الريح أي انقباض الروح، الريح هو نفس اللفظ الروح “الريح تهب حيث تشاء”، لكنها يجب أن تُترجم إلى الروح، الماء والروح، المولود مرتين: من الماء ومن الروح هكذا: “المولود من الجسد جسدٌ هو والمولود من الروح هو روح”، انقباض الروح هو قبض الريح، صدىً لهذا الكلام في (رؤ 14 : 13) اكتب: “طوبى للأموات الذين يموتون في الرب”، سعادةٌ للذين يموتون في الرب، ليس لكل الأموات، ليس لكل الناس، بل لمن يموتون في الرب لأنهم يعيشون في الرب، الحياة مقدسةٌ يكون الموت مقدسٌ. “طوبى للأموات … نعم يقول الروح”، هذا ليس كلام الملاك بل الروح “لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم”، التعب والراحة، التعب الشخصي، أنواع التعب، ناموس التعب، الراحة الحقيقية من التعب.
أنواع التعب، التعب الشخصي، الدرس الكثير تعبٌ للنفس “الإنسان مولود المرأة قليل الأيام وشبعان تعباً” (مز 90) “أفخرها تعبٌ وبليةٌ”، فالتشبث بالحياة لا بالرب وإنجيله فلا معنى لها، الغاية الأولى والعظمى للإنسان أن يتمتع بالرب، الشجرة الغير مثمرة “اقطعها لماذا تبطل الأرض”، أثقالٌ على الأرض، كل الحياة تعبٌ “وأفخرها تعبٌ وبلية”، مع الوعد في سته بلايا ومن السابعة ينجيه الرب “في ست شدائد ينجيك وفي سبعٍ لا يمسك سوء”، “والخليقة كلها تئن وتتمخض”، فالحياة كلها تعبٌ. “لي اشتهاءٌ أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً”، ألامات – اضطهادات، “ولكن أن أبقي ألزم لأجلكم”، “لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح”.
أنواعٌ كثيرةٌ من التعب، الشبعان يتعب من التخمة، والجائع يتعب من الجوع، في (تك 3 : 1) بداية التعب في السقوط، العقاب الأشر على الرأس “بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض”، ما تم دليلٌ على أن هناك لم تكن احتمالات التعب، “ليعملها ويحفظها”، الأمر اخضعوها وتسلطوا عليها ليُحفظ كل شيءٍ حسب نواميس الله.
العمل قبل السقوط لم يكن هناك تعب، تعب القصاص من العصيان، التعب دليل وجود الخطية، قبل السقوط لم يكن هناك شوكاً وحسكاً: “شوكاً وحسكاً تُنبت لك”، مريح التعابى وفادي الخطاة.
الراحة من التعب: “طوبى للأموات” منذ الآن نعم يقول الروح “لكي يستريحوا من أتعابهم”، “كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير”، “عبيده يخدمونه” ليلاً ونهاراً، خدمة العبد للمعبود، عبادةٌ دائمةٌ أبديةٌ خاليةٌ من أفكار قايين، يعمل فيتعب فينطلق ليعمل بدون تعب وراحة أبدية سماوية، والموت الراحة بعد التعب والموت للمؤمنين راحة، ويقول عن الموت: ليبيد الموت وسلطان الموت والخوف .
الشهادة المقدسة: “لي اشتهاء أن أنطلق”، والموت يريح من تعب الحياة وحياة التعب.
ياليت أن يقدسنا فيرى العالم الرجاء المُعطى لنا في المسيح وفي الحياة، أجسادنا المائتة تنتظر التمجيد في الحياة والموت.