
منقول من موقع
ghobrialrizkallah.org
المذبح والناموس
(يش 8 : 30 – 35)
“حينئذٍ بنى يشوع مذبحاً للرب إله إسرائيل في جبل عيبال كما أمر الرب موسى …. كما هو مكتوبٌ في سفر توراة موسى مذبح حجارةٍ صحيحةٍ لم يرفع أحدٌ عليها حديداً وأصعدوا عليه محرقاتٍ للرب. وذبحوا ذبائح سلامةٍ. وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى التي كتبها أمام بني إسرائيل …. لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام كل جماعة إسرائيل والنساء والأطفال والغريب والسائر في وسطهم”.
هكذا نرى – في عبر نهر الأردن – من الشرق بنى يشوع مذبح وكتب عليه الناموس، وبعد غزو أريحا وتطهير الأمة والانتصار في عاي، لم ينسوا الرب في النصر لكنهم أرادوا أن يذكروا الله في أنتصارهم، فأمر الرب يشوع فبنى المذبح.
أمام المذبح والناموس نرى: أولاً المذبح والناموس. وثانياً فعل العبادة. وثالثاً تسميع الناموس في البركة والمعيشة. ورابعاً أهمية نظام الأسرة في كل الكتاب في تدبيرها.
أولاً: المذبح والناموس: ما الذي ربط المذبح بالناموس؟
المذبح هو العبادة، هو مكان تقديم العبادة، إصعاد المحرقات على المذبح – عبادة كما أمر الرب.
أما الناموس فهو السلوك – حسب الشريعة كما هو مكتوبٌ في التوراة التي كتبها موسى ونسخ يشوع منها نسخةً كتبها على حجارة المذبح.
المذبح من حجارة أما الناموس فهو الوصايا – الوصايا العشرة والتي تتلخص في كلمتين: “تحب قريبك كنفسك وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك” (تث 6 : 5 اقرأ خر 20 : 1 – 17)، “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء” (مت 22 : 37 – 40) هذا هو ناموس المحبة، ناموس المحبة الملوكي.
المذبح من الحجارة كما هي، مذبح حجارة صحيحة لم يطرق عليه حديداً. مبدأ منظم، وصية مقدسة، ما لم يأمر به الله ممنوع، يُرفض أن يدخل عبادته كما أمر الرب موسى، كما أظهر مثالاً “بالكتابة بيده” (خر 25 : 1 – 9 و 40 ، تث 4 : 12 – 14 ، خر 32 : 16).
فالمذبح مرتبط بالذبيحة وهو سليمٌ، مذبح حجارةٍ صحيحةٍ لم يرفع أحدٌ عليه حديداً وما لم يأمر به الرب يُحرَّم، ما لم يُحرَّم يمكن أن يدخله، (تث 27 : 4 – 8): “حين تعبرون الأردن تُقيمون هذه الحجارة ….. وتكلسها بالكلس. وتبني هناك مذبحاً من حجارةٍ لا ترفع عليه حديداً. من حجارةٍ صحيحةٍ تبني مذبح الرب إلهك وتُصعد عليه محرقاتٍ للرب إلهك. وتذبح ذبائح سلامةٍ وتأكل هناك وتفرح أمام الرب إاهك. وتكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشاً جيداً”.
ثانياً: فعل العبادة: عبادة من كل القلب “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك”، عبادة بالروح وليس بالطقوس، عبادة بالروح والحق ليس بالجسد، بحق الناموس، هذا يأتي بنا إلى:
ثالثاً: تسميع الناموس في البركة والمعيشة:
هذا مكتوبٌ: “فأتى موسى ونطق بجميع كلمات هذا النشيد في مسامع الشعب هو ويشوع بن نون. ولما فرغ موسى من مخاطبة جميع إسرائيل بكل هذه الكلمات. قال لهم وجهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهد عليكم بها اليوم لكي توصوا أولادكم ليحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة” (تث 32 : 44 – 46).
“وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته. فقال جاء الرب من سيناء وأشرق من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعةٍ لهم. فأحب الشعب. جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدميك يتقبلون من أقوالك” (تث 33 : 1 – 3).
هذه هي العبادة الحقيقية، هكذا يتم حفظ الوصايا_ بالسلوك بالحق. بوصايا ناموس المحبة الملوكي.
رابعاً: أهمية نظام الأسرة في كل الكتاب في تدبيرها:
“كتب موسى التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل. وأمرهم موسى قائلاً …. حينما يجيء جميع إسرائيل لكي يظهروا أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره – الرب. تقرأ هذه التوراة أمام كل إسرائيل في مسامعهم، اجمع الشعب، الرجال والنساء والأطفال والغريب الذي في أبوابك، (لماذا؟) لكي يسمعوا ويتعلموا أن يتقوا الرب إلهكم ويحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة” (تث 31 : 9 – 12).
كل الشعب – جميع الرجال والنساء – كل الأسرة “وأولادهم الذين لم يعرفوا يسمعون ويتعلمون أن بتقوا الرب إلهكم كل الأيام التي تحيون فيها على الأرض التي أنتم عابرون الأردن إليه لكي تمتلكوها” (تث 31 : 13).
هكذا فعل يشوع أيضاً إذ بنى مذبحاً للرب في عيبال كما أمر عبد الرب موسى بني إسرائيل وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى، وقف جميع إسرائيل وشيوخهم والعرفاء وقضاتهم، وقفوا جانب التابوت من هنا ومن هناك مقابل الكهنة اللاويين حاملي تابوت عهد الرب – قرأ يشوع جميع كلام التوراة، “لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام جميع إسرائيل والنساء والأطفال والغريب السائر في وسطهم” (يش 8 : 30 – 35).
هكذا تظهر لنا العبادة من كل الجماعة – جميع أفراد الشعب – في كل الكتاب نظامٌ مرتبٌ من الله يعبدون الله العبادة الحقيقية بالروح والحق كما في الكتب.