
منقول من موقع
ghobrialrizkallah.org
شهوة النفس
(1 تي 1 : 5و6) ، (2 كو 5 : 1 – 10)
“وإنما غاية الوصية فهي المحبة من قلبٍ طاهرٍ وضميرٍ صالحٍ وإمانٍ بلا رياء، الأمور التي إذا زاغ قومٌ عنها انحرفوا إلى كلامٍ باطلٍ”.
غاية الإنسان الأولى والعظمى هي أن يمجد الله ويتمتع به إلى الأبد.
عوائق التمتع: حجاب الجسد وحجاب الخطية. الإنسان يجوع عندما يمد يده لمن لا يستطيع أن يملأها.
تلذذ بالرب “تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك” (مز 37 : 4)، هكذا يقول المرنم: “تلذذ بالرب”، الطفل إنسانٌ كاملٌ، والرجل إنسانٌ كاملٌ، فالتمتع كاملٌ ولكن هناك تمتع أكمل، عدل الله يقتضي أن تكون قيامة الأموات فيكون هناك تمتعٌ أكمل.
نئن مشتاقين “فإننا نعلم أنه إن نُقض بيت خيمتنا الأرضيّ فلنا في السموات بناءٌ من الله، بيتُ غير مصنوعٍ بيدٍ، أبديٍّ، فإننا في هذه أيضاً نئن مشتاقين”، اشتياق النفس، لسنا نريد أن نموت ونفوسنا عارية “مشتاقين أن نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء، وإن كنا لابسين لا نوجد عُراة” (2 كو 5 : 2و3) لكي لا توجد النفس عارية، خلع الجسد كرداءٍ في الخطية وليس المسكن الغير مصنوع بيدٍ.
اشتياق النفس “لعلي أبلغ إلى قيامة الموتى” هكذا يقول الرسول بولس: “لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته، لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات” (في 3 : 10و11)، الجسد رقد في القبر متحداً مع المسيح، تمضي النفس إلى الله وترى بعينٍ داخلية، ولكن أفضل أن نوجد على الأرض ونلبس الجسد الممجد لذلك نطلب سرعة مجيئه، إذا أُخذت النفس بالموت إلى السماء والجسد يذهب إلى القبر ولا يقوم يكون الخلاص ناقصاً.
جسد المؤمن هيكل الله “فإنكم أنت هيكل الله الحي” (2 كو 26 : 16): “أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكلٌ للروح القدس الذي فيكم الذي من الله وأنكم لستم لأنفسكم”، الجسد “هيكل الله” – “أجسادكم الممجدة”، “لأنكم قد اشتُريتم بثمنٍ. فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله”، فلا بد أن يقوم الجسد وتنضم النفس مع الجسد فيكون الخلاص كاملاً بخلاص النفس والجسد.
هذا يأتي بنا إلى نقطةٍ جوهريةٍ وهي أنه لا يمكن أن تكون دينونة للنفس بدون وجودها في الجسد، فالجسد يقع تحت دينونة الحساب، إلا أن الدم يكفِّر عن كل المعاصي ويستر جميع الخطايا لأنه يقف بين الخطية والإنسان.
هكذا يقول الرسول: “لأننا جميعاً لا بد أن نُظهَر”، “لا بد أن نُظهَر أمام كرسيّ المسيح لينال كل واحدٍ ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً أو شرًّا” (2 كو 5 : 10)، والظهور لا يمكن بدون الجسد، كيف تتمجد النفس بدون تمجيد الجسد، أمور تفوق الذهن.
هذه هي شهوة النفس: تمجيد النفس والجسد، لا يمكن فصل الجسد عن النفس في التمجيد.
وهناك مناظرة لعالم الروح وأيضاً لعالم الجسد، يقول عنها الرسول بولس في رسالته إلى غلاطية: “اسلكوا بالروح فلا تكمِّلوا شهوة الجسد” لماذا؟ “لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون”، فعالم الجسد – أعمال الجسد: “ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزُّب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر” هذا هو عالم الجسد، أما عالم الروح فهو: “محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف” (غل 5 : 16 – 24)، لذا يقول الرسول أيضاً: “لا تقدموا أعضاءكم (جسدكم) آلات إثمٍ للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياءٍ من الأموات وأعضاءكم آلات برٍّ لله” (رو 6 : 13)، آلات برٍّ للقداسة لا آلات إثمٍ للخطية.
لذا يحاسَب الجسد كما تحاسَب النفس، ودينونة الجسد كما دينونة النفس وتكون الشهوة – شهوة النفس – أن يتم تتويج الجسد كما النفس.
“لذلك نحترص أيضاً مستوطنين كنا (بالروح) أو متغربين (بالجسد) أن نكون مرضيين عنده”، له المجد آمين.
الأزبكية 4 / 1 / 1976