في رحيل القس رفقي متوشالح مجلة الهدى مجلة الكنيسة الإنجيلية بمصر جَنَابُ الْوَالِد الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح : إِلَى اللِّقَاءِ (القس : نبيل صموئيل )
وَسَطَ حَشْدٍ كَبِيرٍ مِنَ الْقِيَادَاتِ الدِّينِيَّة مِنْ مُسْلِمِينَ وَمَسِيحِيِّينَ. وَأَيْضًا لَفِيفٍ مِنَ الْقِيَادَاتِ الشَّعْبِيَّة وَالسِّيَاسِيَّة وَالْأَمْنِيَّة تَمَّ تَشْييع جَنَابِ الْوَالد الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح فِي مَوكِبٍ مَهِيبٍ مِنَ الْكَنِيسَةِ الْإِنْجِيلِيَّة بِصَفْط اللَّبَن الَّتِي خَدَمَ فِيهَا مَا يَقْرُبُ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ. قَادَ مَرَاسِيمَ خِدْمَةِ التَّعْزِيَةِ الْقَسّ كَمَال رُشْدِي وَاشْتَرَكَ فِي الْخِدْمَةِ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ حَضَرَاتِ الْقُسُوسِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ الْأُرثُوذُكسِيَّة وَالْكَاثُولِيكِيَّة وَمَذَاهِب الطَّائِفَةِ الْإِنْجِيلِيَّة، وَحَضَرَ مِنَ الْقَاهرة لِوَادَعِ زَمِيلِ الدِّرَاسَةِ الْقَسّ سُلَيمَان صَادَق وَالْقَسّ يُوسُفُ بُطْرُس. تَحَدَّثَ أَحَدُ قِيَادَاتِ الْكَنِيسَةِ عَنْ خِدْمَةِ الرَّاعِي وَكَيْفَ كَانَ يَعِيشُ باِلتَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ. وَكَمْ كَانَ مُحِبًّا لِلْجَمِيعِ وَيَخْدمُ الْجَمِيعَ دُوْنَ تَفْرِقَةٍ أَوْ تَمْييزٍ بَيْنَ مُسْلِمٍ أَوْ مَسِيحِيٍّ، وَتَحَدَّثَ عَنِ الْانْجَازَاتِ الَّتِي قَامَ بِهَا خِلَالِ مُدَّةِ رِعَايِتِهِ وَجُهُودِهِ الْمُضْنِيَةِ فِي إِعَادَةِ بِنَاءِ الْكَنِيسَةِ وَبِنَاء مَبْنَى الْخَدَمَاتِ، وَأَيْضًا بِحِكْمَتِهِ وَسَعْيهِ الدَّؤوبِ تَمَكَّنَ مِنْ الْحصُولِ عَلَى حُكْمٍ بِإِعَادَةِ أَمْلَاكِ الْكَنِيسَةِ (حَضَانَة وَمَدْرَسة) وَقَامَ بِتَأسِيسِ جَمْعِيَّةٍ خَيْرِيَّةٍ لِخِدْمَةِ الْمُجْتَمَعِ، كَمَا تَحَدَّثَ عَنْ حَيَاتِهِ وَكَمْ أَثَّرَتْ فِي حَيَاتِهِمْ، وَكَيْفَ رَسَّخَ فِي دَاخِلِهِمْ الْقِيمَ وَالْمَبَادَئ الْمَسِيحِيَّة، كَمَا تَمَّ عَرض فِيلمٍ تَسْجِيلِيٍّ عَنْ حَياَةِ الرَّاعِي وَأُسْرَتِهِ، وَالْعَدِيدُ مِنْ آرَاءِ أَهْلِ الْقَرِيَةِ وَأَعْضَاءِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي عَبَّرَتْ عَنْ خِدْمَةِ مُتَمَيّزَةٍ جِلِيلَةٍ لِلرَّاعِي وَالْأُسْرَة بِالْكَنِيسَةِ وَالْقَرِيَةِ. هَذَا وَتَحَدَّثَ بِالْإِنَابَةِ عَنِ الْإِخْوَةِ الْمُسِلِمِينَ أَحَدُ قِيَادَاتِ صَفْط اللَّبَن وَالَّذِي أَشَادَ بِمَحَبَّةِ الْقَسّ رِفْقِي وَخِدْمِتِهِ لِجَمِيعِ أَهْلِ الْقَرِيَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَسِيحِيِّينَ. وَفِي النِّهَايَةِ حَمَلَ شَعْبُ الْكَنِيسَةِ جُثْمَانَ رَاعِيهِمْ عَلَى الْأَعْنَاقِ حَتَّى خَارِجَ الْقَرِيَةِ يَتَقَدَّمهُمْ فَرِيقُ التَّرَانِيمِ وَكَوكَبَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْخُدَّامِ وَالْقُسُوسِ يَنْشِدُونَ التَّرَانِيمَ الْمُبَارَكَة، وَاتَّجَهَ الْمَوكِبُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى مَدَافِنِ الْأُسْرَةِ بِهُور بِرِفْقَةِ قُوَّاتِ الْأَمْنِ حَسَبَ تَعْلِيمَاتِ مُدِير الْأَمْنِ حَتَّى وَصَل الْجُثْمَانُ إِلَى مَثْوَاه الْأَخِير… وَكَانَتْ الْكَلِمَةُ الْأَخِيرَةُ إِلَى اللَّقَاءِ. الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح : وَإِنْ مَاتَ يَتَكَلَّمْ بَعْد
( القس : كمال رشدى ) ُأَقُولُ بِصِدقٍ وَأَشْعُرُ بِالشُّكرِ الْعَمِيقِ للهِ لِأَجْلِ خِدْمَةِ طَيب الذِّكْرِ جَنَاب الرَّاعِي وَالْأَب الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح الَّذِي خَدَمَ اللهَ خِدْمَةً مَرِضِيَّةً بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى، فَكَانَ نَمُوذَجُا رَائِعًا لِلرِّعَايَةِ وَالْحُبِّ وَالْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ لِمُدَّةٍ تَزِيدُ عَلَى نِصْفِ قَرنٍ مَا بَيْنَ قَرِيةِ دِير الْبَرشَا وَقَريةِ صَفْط اللَّبَن. تَعَرّفْتُ عَلَيْهِ مَعْرِفَةً قَرِيبَةً، وَرَأَيْتُ فِيهِ صِدْقَ الْمَشَاعِرِ الطَّيبَةِ وَهُوَ يَرْعَى الْكَنِيسَةَ بِصَفْط اللَّبَن، إِذْ أَحَبَّ الْجَمِيعَ مِنْ أَهْلِ الْقَرِيَةِ دُوْنَ تَفْرِقَةٍ، فَكَانَ رَاعِيًا لَيْسَ فَقَطَ لِلْكَنِيسَةِ الْإِنْجِيلِيَّة بَلْ لِلْبَلْدَةِ جَمِيعهَا، وَهَذَا وَضَحَ جَلِيًّا يَوْمَ انْتِقَالِهِ، إِذْ شَمَلَ الْجَمِيعَ بِرِعَايَتِهِ وَاهْتِمَامِهِ، فَحَمَلُوهُ جَمِيعُهُمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ اعْتِرَافًا مِنْهُمْ بِأَنَّهُ الْأَبُ الْمُحِبّ، وَأَقُولُ فِي جَنَابِ الْوَالدِ بَعْضَ الْأُمُورِ: أَوَّلاً: أَهْتَمَّ بِالرِّعَايَةِ اهْتِمَامًا كَبِيرًا وَهُوَ يَقُودُ الْكَنِيسَةَ (الْأُسْرَة الْكَبِيرَة). بِافْتِقَادٍ لِلرَّعِيَّةِ، وَحَلِّ الْمُشْكِلَاتِ بِحِكْمَةٍ سَدِيدَةٍ، وَكَذَلِكَ تَعْلِيمٍ رَائِعٍ مِنْ خِلَالِ كَلِمَةِ اللهِ وَتَفْسِيرِهَا. يَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةِ مَودَّةٍ وَمَحَبَّةٍ مَعَ الْجَمِيعِ دُوْنَ تَفْرِقَةٍ، وَالشَّيْءُ الَّذِي تَمَيَّزَ بِهِ هُوَ حِفْظُ الْأَسْرَارِ، فَتَمَثَّلَ بَالرَّبِّ يَسُوع، كَوكِيلٍ أَمِينٍ لِعَمَلِ الْخَيْرِ. ثَانِيًا: أَهْتَمَّ بِالرِّعَايَةِ لِلْأُسْرَةِ الصَّغِيرَةِ، فَكَانَ الزَّوجَ الْمِثَالِي، وَالْأَبَ الرَّائِعَ فِي تَرْبِيَةِ الْأَبْنَاءِ وَالْبَنَاتِ، لِذَلِكَ نَرَى إِكْرَامَ الرَّبِّ لِنَسْلِهِ سَواء دَاخِل البْلَادِ أَوْ خَارِجِهَا، فَهُوَ بِحَقٍّ الْأَبُ الَّذِي تَرَكَ بَصْمَةَ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلَامِ وَالْخَيْرِ وَحُبِّ الْعَمَلِ وَالْقُدْوَةِ الصَّالِحَةِ، مَشْهُودٌ عَنْهُمْ وَعَنْ خِدْمَتِهِمْ. ثَالِثًا: قَدَّمَ الْوَالِدُ الْوَقُورُ دَرْسًا لَنَا فِي الْخِدْمَةِ، وَأَنَا أَرَى لَمَسَات الْحُبِّ الْحَقِيقِيِّ يَوْمَ انْتِقَالِهِ. شَجَّعَنَا كَخُدَّامٍ إِذْ عَرِفْنَا أَنَّ تَعَبَ الْمَحَبَّةِ لَهُ إِكْرَامٌ، فَكَانَ يَوْمُ تَكْرِيمٍ لِخَادِمٍ أَمِينٍ بِحَقٍّ، وَأَقُولُ لِكُلِّ خَادِمٍ: شَرَفٌ لَنَا أَنْ نَخْدِمَ الرَّبَّ، لَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ بُولُس فِي رِسَالَةِ فِيلِبِّي17:3 «كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي مَعًا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ وَ لَاحِظُوا الَّذِينَ يَسِيرُونَ هَكَذَا كَمَا نَحْنُ عِنْدكُمْ قُدْوَ». أَعْطَى حَيَاتَهُ لِلْخِدْمَةِ فَأَكْرَمَهُ الرَّب
( القس : مدحت وديع )
ُّهَذِه الْكَلِمَاتُ عِبَارَةٌ عَنْ مُلَخَّصٍ بَسِيطٍ عَنِ الْوَالِدِ الرَّاعِي الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح مِنَ أَحَدِ أَبْنَائِهِ فِي الْخِدْمَةِ. تَولَّى وَالِدِي الْقَسّ رِفْقِي رِعَايَةَ الْكَنِيسَة الِإْنِجِيلِيَّة فِي صَفْط اللَّبَن عَام 1972 وَهُوَ نَفْسُ عَامِ مَولِدِي وَبالتَّالِي فَقَدْ عَاصَرْتُ مُعْظَمَ سِنِين خِدْمَتِهِ حَتَّى عَامَ 2005 وَالَّذِي شَرُفْتُ فِيهِ بِرِعَايَةِ الْكَنِيسَة فِي صَفْط اللَّبَن. لَقَدْ تِعَلَّمْتُ مَعْنَى الْأُبُوة فِي الرِّعَايَةِ مِنْ وَالِدِي الرَّاحل، وَالْقُرَبَ الدَّافِئ مِنَ الْجَمِيعِ حَتَّى إِنَّ الكُلَّ كَانَ يَشْعُرُ بِذَلِكَ، ثُمَّ الْأَمَانَةَ الشَّدِيدَةَ فِي الْخِدْمَةِ، وَالْحضُور الدَّائِم فِي الْكَنِيسَةِ، وَالْمُتَابَعَة الدَّائِمَة لِكُلِّ الْاجْتِمَاعَاتِ الْعَامَّةِ وَالْكَنَسِيَّة، أَيْضًا الْعُمْقَ الشَّدِيدَ فِي كَلِمَةِ اللهِ، وَالتَّعْلِيمَ الْقَوي فِي الْكَنِيسَةِ، الَّذِي جَعَلَنَا جَمِيعًا نُحِبُّ دِرَاسَةَ الْكَلِمَةِ الْمُقَدَّسَة. مِنَ الْأُمُورِ الْمَشْهُورَةِ عَنِ الْوَالِدِ الرَّاحِلِ حِكْمَتُهُ دَاخِل الْكَنِيسَةِ وَخَارِجِهَا، وَطُولُ أَنَاتِهِ مَعَ الْجَمِيعِ، وَمُعَالَجَتُهُ لِلْأُمُورِ وَالْأَزَمَاتِ بِحِكْمَةٍ كَبِيرَةٍ. كَخَادِمٍ لِلرَّبِّ ابْتَعَدَ عَنِ الْمُخَاصَمَاتِ وَطَلَبَ السَّلَامَ مَعَ الْجَمِيعِ فَأَحَبَّهُ الْجَمِيعُ. رَأَيْتُ فِيهِ الرَّاعِي وَالْخَادِمَ الَّذِي يَعِيشُ وَيَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ لِكَيْ يَجْنِي الثَّمَرَ، وَقَدْ أَعْطَاهُ الرَّبُّ ثَمَرًا وَفِيرًا فِي الْكَنِيسَةِ. بِالْإِضَافَةِ إِلَى كُلِّ هَذَا رَأْينَا أُسْرَةً جَمِيلَةً يَمْلَؤهَا الْحُبُّ وَالْعِشْرَةُ الطَّيبَةُ مَعَ الْكُلِّ. إِنِّي أَشْكُرُ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ رَاعٍ أَمِينٍ وَخَادِمٍ مُكَرَّسٍ أَعْطَى حَيَاتَهُ لِلْخِدْمَةِ فَأَكْرَمَهُ الرَّبُّ. تَظَاهُرُةٌ حٌبٍّ وَتَقْدِيرٍ وَوَفَاءٍ .. فِي وَدَاعِ الْوَالد الْقَسّ رِفْقِي لِلسَّمَاء
( د. القس : جورج شاكر ) ِالْأَبُ الْحَبِيبُ الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح اسْمٌ يُسَجَّلُهُ تَارِيخُ الْكَنِيسَةِ بَخِطٍ كَبِيرٍ، وَبِحِرُوفٍ مِنْ نُورٍ، كَإِعْلَانٍ عَنِ الْإيمَانِ الْعَامِلِ بِالْمَحَبَّةِ وَالتَّقْوَى الَّتِي تَخَافُ اللهَ، وَالْخِدْمَةِ الْأَمِينَةِ الْمُضَحِيَّةِ، وَالْعَطَاءِ الْوَفِيرِ الَّذِي بَلَا حِدُودٍ وَلَا قِيُودٍ، وَالْحَيَاةِ الَّتِي تُمَجِّدُ اللهَ، الَحَافِلَةُ بِأَطْيَبِ الثِّمَارِ، وَعِنْوَانٍ لِقِصَّةِ حَيَاةٍ عَظِيمَةٍ، سَطَّرَتْهَا رِيشَةُ نِعْمَةِ اللهِ الْغَنِيَّةِ، فَصَاغَتْهَا بَأَسْلُوبٍ جَمِيلٍ، وَهَدَفٍ نَبِيلٍ، حَتَّى أَضْحَتْ قِصَّةً ثَرِيَّةً بِالْمَعَانِي السَّامِيَةِ، وَالْقِيمِ الْغَالِيَةِ، يَحْلُو سَمَاعُهَا عَلَى الدَّوَامِ، وَتَتَنَاقَلُهَا الْأَجْيَالُ عِبْرَ الزَّمَانِ. الْأَبُ الْحَبِيبُ الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح كُنْتَ أَمِيرًا لِلْمِنْبِرِ، وَوَاعِظًا مُقْتَدِرًا، كَانَتْ حَيَاتُكَ هِيَ أَقْوَى وَأَبْلَغُ عِظَةٍ، تَرْجَمَتْ الْإِيمَانَ إِلَى أَعْمَالٍ، وَكَانَ هَذَا هُوَ سِرُّ تَأْثِيرِكَ فِي سَامِعِيكَ، كُنْتَ مُعَلِّمًا مُقْنِعًا، تَعْمَلُ قَبْلَ أَنْ تُعَلِّمَ، تَرْجَمْتَ التَّعْلِيمَ الْكِتَابِيِّ فِي السُّلُوكِ الْيَومِيِّ … كُنْتَ مُدَبِّرًا أَمِينًا مُجْتَهِدًا، مَا شَيَّدَتهُ مِنْ صِرُوحٍ رَاسِخَةٍ وَشَامِخَةٍ فِي مَلَكُوتِ اللهِ تَشْهَدُ عَنْ دَورِكَ الرَّائِد وَالرَّائِع فِي خِدْمَةِ اللهِ. كَانَتْ حَيَاتُكَ كَنَهْرٍ يَفِيضُ بِالْخِيرِ، وَيَنْشُرُ الْحُبَّ، وَيَصْنَعُ السَّلَامَ، ذَلِكَ لِأَنَّ الْإِيمَانَ كَانَ مَنْبَعَهُ، وَالِخِدْمَةُ مَجْرَاهُ، وَمَجْدُ الرَّبِّ مَصَبَهُ، فَأْصْبَحْتَ نَمُوذِجًا يُحْتَذَى بِهِ، وَمِثَالًا يُقْتَدَى بِهِ. الْأَبُ الْحَبِيبُ الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح عِشْتَ وَدِيعًا وَمُتَواضَعًا كَسَيِّدِكَ الَّذِي قَالَ لَنَا: «تعَلَّموا مِنِّي، لأنِّي وديعٌ ومُتَواضِعُ القَلبِ، فتجِدوا راحَةً لنُفوسِكُمْ». كَانَتْ حَيَاتُكَ تَتَسِمُ بِالْهِدُوءِ وَالرِّقَةِ وَالسَّلَامِ، كُنْتَ رَقِيقًا فِي غَيْرِ ضَعْفٍ، وَقَويًّا فِي غَيْرِ عُنْفٍ، جَمَعْت فِي شَخْصِيَّكُمْ بَيْنَ الْوَدَاعَةِ وَالْمَهَابَةِ … بَيْنَ الْعَظَمَةِ وَالتَّوَاضُعِ، .. كَانَتْ لَكَ النَّفْسُ الرَّاضِيَةُ الشَّاكِرَةُ الصَّابِرَةُ مَهْمَا كَانَتْ تَحَدِّيَاتُ وَصِعَابُ الْحَيَاةِ.كُنْتَ لِلْجَمِيعِ أَبًا مُحِبًّا، وَصَدِيقًا مُخْلِصًا، وَرَاعِيًا أَمِينًا، وَقَائِدًا مُحَنَّكًا، وَرُبَّانًا مَاهِرًا، وَمُشِيرًا حَكِيمًا. فَلَا عَجَب أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَكَ لَا يَقْدِرُ إِلَّا أَنْ يُحِبُّكَ مِنْ قَلْبِهِ، وَيَحْتَرِمُكَ وَيُقَدِرُكَ بَصِدقٍ وَإِخْلَاصٍ. وَلَا عَجَب إِنْ كَانَ يَوْمُ وَدَاعِكَ عِبَارَةٌ عَنْ تَظَاهُرَةِ حُبٍّ وَتَقْدِيرٍ وَوَفَاءٍ مِنْ شَعْبِ صَفْط اللَّبَن الْأَصِيلِ وَالْكَرِيمِ الَّذِين أَصَرُّوا عَلَى أَنْ يَحْمِلُونَكَ عَلَى الْأَعْنَاقِ مِنْ مَدْخَلِ بَلْدَتِهِمْ، مُرُورًا بِشَوَارِعِهَا الَّتِي ازْدَانَتْ بِالَلْافِتَاتِ الَّتِي تُعَبِّرُ عِنْ مَشَاعِرِهِمْ الرَّقِيقَةِ، وَعَوَاطِفِهِمْ الْحُلْوَةِ، وَوَفَائِهِمْ الْجَمِيلِ، وصُولاً إِلَى الْكَنِيسَةِ الْعَرِيقَةِ الْمُبَارَكَةِ الَّتِي شَهَدَتْ خِدْمَتَكُمْ الْمُؤثِّرَة وَالْمُثمِرَة … الْخِدْمَةُ الرَّائِدَةُ وَالرَّائِعَةُ لِمَا يَقْرُبُ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَة. نَعَمْ! لَقَدْ رَسَمَتْ الْكَنِيسَةُ الْإِنْجِيلِيَّة بِصَفْط اللَّبَن فِي وَدَاعِ رَاعِيهِمْ لَوحَةً فَنِّيَّةً نَاطِقَةً بِدِيعَةَ الْجَمَالِ لِلْوَفَاءِ مُلَوَّنَةً بِكُلِّ أَلْوَانِ الْحُبِّ الْحَقِيقِيِّ، وَمُرَصَّعَةً بِالتَّقْدِيرِ الْعَمِيقِ وَمُضِيئَةً بِالْإِخْلَاصِ الصَّادِقِ، نَعَمْ! قَدَّمَتْ الْكَنِيسَةُ النَّمُوذَجَ الرَّائِعَ وَالْغَيْرَ مَسْبُوقٍ فِي كَيْفِيَّةِ إِكْرَامِ الرَّاعِي عِرْفَانًا بِجَمِيلِهِ، وَبِدَورِهِ الْكَبِيرِ فِي حَيَاتِهِمْ. الْأَبُ الْحَبِيبُ الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح بِالْإنَابَةِ عَنْكُمْ وَعَنِ الْأُسْرَةِ أُسَجِّلُ شُكْرِي الْجَزِيل وَتَقْدِيرِي الْعَمِيق لِصَفْط اللَّبَن لِعُمْدَتِهَا وَقَادَتِهَا وَشَعْبِهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَسِيحِيِّينَ، وَلِكُلِّ الْآبَاءِ وَالزُّمَلَاءِ مِنْ حَضَرَاتِ الْقُسُوسِ مِنْ كُلِّ الْكَنَائِسِ وَحَضَرَاتِ الشِّيُوخِ الَّذِينَ شَارَكُوا فِي وَدَاعِكَ الْمَهِيب.هَذَا وَإِنْ كُنَّا قَدْ وَدَّعنَاكَ باِلْجَسَدِ، إِلَّا أَنَّكَ سَتَظَلُّ دَائِمًا فِي فِكْرِنَا، وَنَابِضًا فِي قُلُوبِنَا، وَمَنْقُوشًا فِي وجْدَانِنَا وَسَنَظَلُّ نَذْكُرُكَ كَرَمْزٍ نَعْتَزُّ وَنَفْخَرُ بِهِ مَا دُمْنَا عَلَى قَيدِ الْحَيَاةِ. نَعَمْ! نُودِّعُكَ لِلسَّمَاءِ عَلَى رَجَاءِ الْقَيَامَةِ وَأَمَلِ اللِّقَاءِ، وَمِنْ إِلَهِنَا نَسْتَمِدُ نِعْمَةَ الْعَزَاءِ. لَقَدْ رَحَلَ عَنَّا كَوكَبٌ مُشْرِق
(القس : سمير صداق ) لقد كان الوالد القس رفقي شمعة مضيئة في ربوع الكنيسة. خدم بامانة حتي النفس الاخير فعند زيارتي له وهو في اخر ايام غربته علي الارض كنت بصحبة الوالد الكريم الشماس ماهر ناشد وقد كان من اشد محبي الراحل الكريم وسافرنا لزيارته بالقاهرة وقد كان رغم الم الجسد دائم الصلاة لكل محبيه. يا كل محبي القس رفقي عزائنا اته فى المجد واننا سنلتقي قريبا وقد اقتبست هذه الكلمات التي لا توفيه جزء صغيرا مما قدمه للرب والمجتمع . لَا تَلُمْنِي فَإِنَّ فِي الْـقَـلْـبِ شَــيْءٌ وَفُــرَاقُ الْآبَـاءِ شـَـيْءٌ عَـظِـــيـــمٌ كَيْفَ أَنْسَى مَنْ كَـانَ كَالْبَدرِ نُورًا وَسِـرَاجًـا إِلَـى الْمَـعَــالِي مُـنِيـرًا كَيْفَ أَنْسَـى مَنْ كَانَ حُبِّي وَقَـلَب كَـانَ باِللَّـيْـلِ كَالسَّرِاجِ مُنـِـــيرًا أَنْتَ حَيٌّ أَرَاكَ فِي الْبَدْرِ لَمَا أَنـْتَ حَيٌ ذِكْرَاكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ذِكْرَيَاتٌ أُصُـــولِهَا مِــنْ ورودٍ حِكْمَـةٌ مِنْكَ يَا أَبِي كَيف أنسى لَكَ ذِكْرَى كَـثِـيرَةٌ فِـي الْوَصَـايَا كُنْتَ تَرْوي قُلُوبَنَا بِالوصَايا وَلَـبِـيـبًـا إِذَا تـَغْـــلَّـقَ بـَــــــاب ٌنَادرٌ فِي الرِّجَالِ شَهْـمٌ كَرِيـمٌ لَا يُدَارَى وَلَيْـسَ يَمْـحُوهُ مـَاحِـي مَا لِـذِكْـرَى هُـمُـومـِهِ مـِنْ بَـرَاحِ قَدْ أَضَـاءَتْ مِـنْ نُورِهِ كـُلُّ سـَاح ِوَدَلِـيـــلًا إِلَـى دُرُوبِ الـنَّـجَـــاح ِوَحَـــــــــيـَاتِي وَجَـنَّـتِي وَارْتِــيَـاحِي فـَتَـوَارَى بِـنُـورِهِ نًورَ الصَّــبَـاح ِيَـتَـجَـــــــــلَّى بِـنُـــورِهِ الْـوَضـــَّاح ِفِي وَصَايَاكَ فِي جَمِيعِ النَّوَاحِي بَاسـَـقِـاتٍ وَزَهْـــرِهَــا مِنْ أَقَاحِ حِـينَ جَـمَـعَ الْأَكِـفُّ رَاحًا بِرَاح ِكـُـنـْـتَ يَا أَبِي سَـــيِّدَ النُّـصــــَّاحِ وَطَـبِيـبًا مُــدَاويـًــا لـِلْجِـــــرَاحِ جـَاءَ مِـنْـكَ الْجَــوابُ كَالْمُـفْـتَاحِ حُسْـــنُ الْخُلِقِ ظَــافِرٌ بِالْمَــدَاحِ كَلِمَاتٌ مِنَ الْقَلْبِ .. بِمُنَاسَبَةِ انْتِقَالِ الْوَالد الْقَسّ رِفْقِي مُتُوشَالَح لِلسَّمَاء
( القس : مجدي رمزى ) ِيَا مَنْ لِلْمَجْــدِ بِالْمَـــوْتِ انْتَقَــــــــل تَرَكْتَ إِرْثـًـا وَفَخَــارًا كَالْجَبَــــــــل إِرْثُكُ بَـاقٍ هُنَـا فِــي الْقُلُوبِ لَمْ يَزَل وَمِيرَاثُكَ بِاقٍ هُنُاكَ، مُعُدٌّ مُنْذُ الْأَزَل يــَا مَـنْ خَدَمْـتَ طَويـلًا، بِلَا كَلَــل وَاجَهْتَ صِعَابًا، لَمْ يَعْتَـرِيكَ الْوَجَل صَنَعْتَ أَمْجَادًا إِذْ قَهَرْتَ الْفَشَـــــل فَشَكَّلْتَ أَجْيَالًا زَارِعًا فِيهِمْ الْأَمَـــل تَرَكْتَ لِلْأَجْيَالِ بِالْحُــبِّ أَرْوع مَثَـل أَنْصَعُ صُورَةٍ لِخَادِمٍ عَلَى إِلَهِهِ أَتَّكَل خَادِمٌ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نُثَابِرُ وِبِلَا كَسَــل أَنْتَ رِسَـالَةٌ بِـدَأتْ وَبْالْمَجْـدِ تَكْتَمِـل َ كتب القس مجدي رمزي هذه الكلمات في رحيل القس رفقي متوشالح