
الكاتبة
الدكتورة آن زكي
مدرس مساعد بقسم اللاهوت العملي
كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة
الحلقة (6): ليندا سليمان: أم الوزراء (1922 – )
— من سلسلة “احكي لي يا كنيسة عن أمي المصرية”
يعرف المزارع الماهر ما سوف يحصد عندما يزرع البذار في تربة الأرض.
لكن هل يعرف الإنسان ما سوف يحصد عندما يزرع في تربة البشرية؟
هل عرف مؤسسو مدرسة “أميريكان ميشن” بطنطا في سنة 1916، أنه بعد مرور 102 سنة من زرعهم في أطفال طنطا، أن الدولة المصرية ستكرم إحدى خريجات المدرسة وتمنحها وسام الكمال؟!
هم زرعوا، ومصر حصدت ثمرة العلم والرقي – السيدة ليندا سليمان.
عادت الشابة ليندا سليمان بعد إتمام دراستها الجامعية في سنة 1946 لتعمل كمعلمة ثم مديرة في مدرستها بطنطا. ثم بعد عدوان 1956، وطرد الأجانب من مصر، تم إعارتها إلى مدرسة “إنجليش ميشن” بالقاهرة، والتى تم تسميتها “مدرسة كلية السلام للغات” بعد تمصيرها. عملت مسيز ليندا هناك أولاً كمدرسة ثم كمديرة لمدة 35 عام وحتى تقاعدها.
كانت حريصة على العمل بأمانة وإخلاص والتعامل مع تلاميذها بحزم وحب في آن واحد. فأشتهرت المدرسة تحت قيادة مسيز ليندا بالطرق الجديدة في التربية والتعليم بسبب حرصها على الانضباط في التعليم والوطنية، والارتقاء بالاخلاق واللباقة، وتنمية الحس الجمالي بين التلاميذ. ذلك حتى وصلت شهرة المدرسة لمكتب ديوان الجمهورية، فكانوا يستدعون تلاميذ هذه المدرسة بالتحديد لتقديم الورود في مناسبات استقبال رؤساء وكبار زوار الدول الأخرى عند زيارتهم لمصر.
وكما زرع فيها مؤسسو مدرستها في طنطا، زرعت السيدة ليندا بدورها في طلابها فحصدت مصر صفوة من النساء والرجال الذين تتلمذوا على يد ميسز ليندا، ليتخرج من تحت يديها ستة وزراء، ثلاثة منهم ينتمون للحكومة الحالية: هشام عرفات (وزير النقل)، وهالة السعيد (وزيرة التخطيط)، وخالد عبد الغفار (وزير التعليم العالي).
لذا تم تلقيب مسيز ليندا بـ “أم الوزراء” في احتفال تكريمها في يوم المرأة المصرية في 21 مارس 2018، حيث منحها الرئيس عبد الفتاح السيسي وسام الكمال، كواحدة من رواد التعليم في مصر.
من الذي زرع فيك وماذا حصدوا؟ وهل تعرف أنت ما سوف تحصد إذا زرعت في البشرية؟
غالباً لا!
لذلك، أرجوك أزرع زرعاً صالحاً!