
الكاتب
القس إسحق سعد
قس إنجيلي بالكنيسة الإنجيلية المشيخية
سنودس النيل الإنجيلي
الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر
“.. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، ٥وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ..” تكوين ٤: ٤، ٥
تقديم ذبيحة وتقدمة الى الله هو امر جيد بل ومطلوب، لكن هناك تبعات دائما لكل فعل نفعله، سواء تجاه الله او الاخرين او حتى أيضا على نفوسنا. فنجد نفوسنا منتظرين ردود افعال بعينها من الله والناس، وحينما لا تحدث نلوم الله والاخرين.
ان قايين لم يراجع نفسه ولم يطلب حتى تفسير من الله، لماذا لم ينظر إلى ذبيحته؟
وبدون تأني أو أدنى تفكير، ذهب ليقتل أخاه!
ونحن أيضاً، نجد أنفسنا في أزمة حقيقية حينما نسمع على لسان الآخرين أن الرب استمع الى صلاتي واستجاب في أمر ما. وانا أيضا أصلي ولكن الرب لم يستمع أو يستجب لصلاتي.
ثم نأخذ مباشرة ردا متطرفا تجاه هذه الأزمة، فأنظر إلى هؤلاء على أنهم افضل مني. فيتولد في داخلي شعور ثلاثي الابعاد:
– بالكراهية ناحية الآخرين،
– بالفتور والبعد عن الله الذي لم يستمع إلى صلاتي ويقدر موقفي.
– بالشك والظن في نفسي اني لست أهلا لان يستمع الرب لصلاتي.
هنا يجب أولا أن نراجع نفوسنا:
هل قدمنا هذه الصلاة ( ذبيحة) بإيمان؟
هل قدمنا أفضل وأحسن ما عندنا من (ذبائح) صلوات؟
هل ونحن نصلي ونطلب من الله كان قلبنا نقيا طاهرا من الخطية؟
بالرغم من قتل قايين لأخيه هابيل، إلا أن الله بنعمته الغنية لم يترك قايين بدون حماية، حينما شعر بالاسف في داخله تجاه الله، فأعطاه الرب علامة للحماية وذلك بسبب خوفه من تعرضه للقتل من كل ما يقابله.
ما اروع الهنا الذي يتعامل مع ضيقاتنا برفق، ومع قلوبنا المنزعجة بحنان، ومع تصرفاتنا الغبية بحكمة، حينما نقترب منه ونتحاور ونتصارح معه.
فنجده اب حنان وصديق مخلص، يساعدنا ويقف بجوارنا حتى نتجاوز أزمتنا.
وما اشقانا نحن حينما نتطرف في البعد عنه، فنضر أنفسنا ونتسبب أيضاً في أذى من حولنا.
يارب.. أعطنا حكمة قبل أي تصرف ان ندرسه بعناية، ونراجع نفوسنا على كل خطوة، ونتوقف عن أذية الآخرين او ظن السوء فيهم. كما أيضا إعطنا ان نتحدث ونتحاور معك ونطلب مشورتك الصالحة لنفوسنا.