
الكاتب
القس ثروت ثابت
راعى الكنيسة الإنجيلية بالعباسية
سنودس النيل الإنجيلي
الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر
هل تشتاق لبركة في أسرتك؟ هل ترغب في التعرف على أسرار ومفاتيح تلك البركة؟
“وبارك الرب بيت عوبيد أدوم (عائلة عوبيد) وكل ماله بسبب تابوت الله”
1صم 6: 12
يقولون الطبخ أسرار، والبيوت أسرار،ونجاح العمل أسرار، وكذلك النجاح في العلاقات الأسرية أسرار
تعالوا معًا نتعرف على بعض من هذه الأسرار:
“وبارك الرب بيت عوبيد أدوم (عائلة عوبيد) وكل ماله بسبب تابوت الله”
تم عمل التابوت( صندوق خشبي) بأمر من الله لموسى أثناء عمل خيمة الإجتماع، وكان يرمز لحضور الله، وكان بداخله لوحي الشريعة، قسط المن، عصا هارون.
السر الأول–احترام حضور الله في الأسرة
بارك الرب بيت عوبيد لأنه احترم وجود التابوت والذي كان يمثل لديه حضور الله. قال الله على لسان إرميا “أما أملأ أنا السموات والأرض”إر 23: 24 إختبارنا لهذه الحقيقة الإيمانية (حضورالله ووجوده في كل مكان وزمان) يدفعنا أن نحترم الله ونحترم بعضنا البعض، فالإحترام إحتياج حقيقي لدى كل إنسان، احترام شريكي هو الوجه الآخر لإحترامي لله، وأحد أهم أسرار البركة في الأسرة “كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ 1بط 3: 7.كما أن الإحترام المُتبادل بين الآباء والأبناء هو الوجه الآخر لإحترامهم لله، وتعبير عملي عن الايمان الحقيقي، وكذلك الإحترام المُتبادل بين من يعملون معًا (زملاء– مديرين- مرؤسين) هو الوجه الآخر لإحترامنا لله، وسر نجاحنا في العمل.
انتبهوا لحقيقة هامة إن الإحترام يسبق الحب، ويدعمه، ويحفظه من الإنهيار.
إن كان إيماننا بحضور الله في الكنيسة أثناء فترة العبادة وما بعدها يجعل درجة الإحترام والحب بيننا كبيرة فنقدم بعضنا بعضًا في الكرامة، فيجب أن يكون الأمر هكذا في البيت خاصة إن حضور الله لا يُختزل على وقت إجتماع العبادة، فالله حاضر في كل مكان خاصة الأسرة حيث نختبر حضوره كل يوم وكل اليوم كأب مُحب، وراعي مهتم، ومعلم حكيم، ومنقذ قدير.
من لا يختبر حضور الله في البيت، لن يعرف كيف يختبره في الكنيسة، مهما حاول، ومهما حاول القادة والخدام في الاجتماعات.
السر الثاني – السير وفق كلمة الله، داخل التابوت كان لوحي الشريعة وهذا هو السرالثاني للبركة في العيلة -السير وفق كلمة الله- التي تعلن أن:
-الزواج فكر إلهي وليس بشري أو حضاري”ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فاصنع له معينًا نظيره” تك2: 18..
–الزواج عهد مع الله أن أكون أمينًا وفيًا مخلصًا لشريكي في كل ظروف الحياة حلوها ومرها “من أجل إن الرب هو الشاهد بينك وبين إمراة شبابك وهي قرينتك وإمراة عهدك” مل 2: 14.
– الزواج المسيحي وحدة أنفس وأرواح وأفكار قبل أن يكون وحدة أجساد، وصانع هذه الوحدة ليس المال ، ولا الأبناء، ولا صلاة الكنيسة بل الروح القدس، لكن مسؤليتنا الحفاظ على تلك الوحدة “مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح” اف4: 3 .
-الأسرة هي الإطار المقبول في فكر الله والمجتمع السوي ليعيش رجل واحد وامرأة واحدة تحت سقف واحد مدى الحياة، يشبع كل طرف شريكه ويسعده ويعطيه حقه الواجب في كل شىء 1كو7: 3. وتذكروا ان الله خلق آدم واحد لحواء واحدة، وخلق أدم وحواء وليس آدم واستيف.God created adam and eve not adam and steph
–غرض الزواج تكوين اسرة صحيحة تمجد الله ( تتمتع به، تظهر صفاته لكل من حولنا) فتخرج أجيالًا تمجد المسيح وتخدمه “فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ” 1كو10: 31. هناك معاهد كثيرة لتعليم الفكر المسيحي، ومبادىء الخدمة، لكن ستظل الأسرة هي أفضل معهد لتخريج خدام صالحين خاصة لو كان الآباء إنجيلاً معاشًا.
–كلمة الله توصي الأزواج، والزوجات بالحب والخضوع المتبادل، كما توصي الأبناء بأن يطيعوا والديهم، والوالدين الا يغيظوا اولادهم.اف5: 22 ، 25 6: 1، 4
السر الثالث – قسط المن: المن الحقيقي وفق يوحنا 6 : 48- 51 هو شخص المسيح ذاته، إن التغذي الدائم بفكرالمسيح في الأسرة هو سر بركتها ونجاحها، وترى ما هو فكر المسيح؟
-فكر الإخلاء والتنازل، الرب يسوع أخلى نفسه وتنازل حتى يتواصل معنا، ويرفعنا إليه، إن كان التواضع والإخلاء سر النجاح في 2: 5 ، فالكبرياء، والذات والأنانية سر الخراب والدمار”قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح” أم 16: 18
-فكر النعمة، فالرب يسوع المسيح تعامل مع البشر بالنعمة لا الإستحقاق، ونحن نحتاج أن نتعامل معًا بالنعمة في كلامنا، تعاملاتنا، فنكون لطفاء شفوقيين متسامحين كما سامحنا الله في المسيح اف 2: 4- 8، 4: 32.
فكر االعطاء، قال الرب يسوع “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” اع20 : 35 العطاء سر إستمرار الحياة، ومفتاح السعادة، هناك من يقولون- مع الأسف- إن الزواج مشروع فاشل، والبعض يصدقهم ويسير خلفهم ولكن الحقيقة عكس ذلك لأن الفشل هو في فهمهم للزواج خاصة من يفكروا إنه صفقة يرغبون التربح من ورائه.
السر الرابع –عصا هارون والتي تشير إلى الخدمة، عندما تكون الخدمة منهجنا في البيت نختبر البركة والسعادة، عندما نُغذي بعض ينتعش حبنا ونسعد، لكن عندما نتغذى على بعض يذبل حبنا وينهار زواجنا.
ليتنا نخدم بعضنًا بعضًا بحب ورضا، كل واحد يفكر في شريكه قبل نفسه، ويكون شعاره “أنا هنا لخدمتك” وليس أنت هنا لخدمتي، فكر الناس إن العظيم والكبير هو من يسخر الآخرين لخدمته، لكن فكر المسيح أن العظيم هو من يسخر نفسه لخدمة الآخرين مر10 : 42- 45 .
كان دور الكاهن الهاروني بحسب شريعة موسى الصلاة من أجل الشعب، وتعليمهم ليكونوا في شركة وعلاقة صحيحة مع الله وأنفسهم والآخرين، وكل منا( زوج أو زوجة) كاهن لأسرته أي نصلي بعضنا لأجل بعض، ونقبل التعليم من بعض لنصحح إتجاهاتنا في الحياة، وعلاقاتنا وسلوكنا تجاه الله والنفس ومن حولنا.
السر الخامس- تعلم بعض فنون ومهارات الحياة ومن وأهمها:
تعلم فن ومهارة الكلام ” الكلام الحسن شهد عسل حلو للنفس وشفاء للعظام”ام 16: 24 ، لا تخرج كلمة ردية(سلبية- جارحة- هادمة- محبطة) من أفواهكم بل كل ما كان صالحًا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين”اف 4: 29
لا تترك كلامًا جميلاً في قلبك لا تقله لشريك، أو لأبنائك، أو لوالديك، فالحياة قصيرة، تذكر دومًا إن كلمة في حياتي أفضل من قصيدة شعر على قبري، ولا تقل كلمة في مماتي لم أسمعها منك في حياتي.
الكلمة الحلوة الأمينة شفاء ترفع العناء. تحل المشكلات وتنمي العلاقات وتقويها.
القلب الحلو الممتلىء بالحلو ( شخص المسيح وكلمته) ينطق دومًا بالحلو “فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم” مت 12: 34
تعلم فن ومهارة الاصغاء: تذكر أن الله صنع لنا أذنين ولسان واحد لنسمع ضعف ما نتكلم، الاصغاء هو ان تسمع لمحدثمك باهتمام وتركيز، الاصغاء هو أن تسمع بتركيز لا لتفهم الكلام فقط بل لتفهم المشاعر والعواطف وراء الكلمات.
مع تمنياتي القلبية بكل البركة لبيتك وأسرتك.
محبكم ق / ثروت ثابت