
الكاتب
القس ثروت ثابت
راعى الكنيسة الإنجيلية بالعباسية
سنودس النيل الإنجيلي
الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر
قال الله “ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فأصنع له معينًا نظيره” (تك 2: 18) لم يكتمل الكيان الإنساني إلا بوجود حواء، هنا نطق آدم بأول ترنيمة وعمل أول إحتفال “هذه الآن عظم من عظمي ولحم من لحم وأطلق عليها إمراة لأنها من إمرء اخذت
من الآية المقدسة السابقة نفهم عدة حقائق كتابية هامة عن الزواج:
-خلق الله الإنسان ليكون في شركة معه ومع غيره، لذا ليس جيدًا أن يكون وحدها (لانسان كائن اجتماعي علاقاتي)
-الزواج هو نتاج فكر إلهي وليس بشري، أو حضاري. لذا نجتهد ان نحافظ عليههو مشروع الله فلا نسخر منه او نهدمه.
-الزواج علاج الله الحقيقي لمشكلة الوحدة لدى الإنسان، والحل الفعّال لتسديد حاجته الأساسية للرفقة والصحبة، لذا صنع له حواء نظيره، و لم يصنع له آدم آخر، وكلمة نظيره تعني مناسبة أو مقابلة له في الفكر، والمشاعر، والأحاسيس، والإرادة، وفي نفس الوقت متميزة عنه لتُعينه أى تكمله وتدعمه .
-لا مكان للزواج المثلي في فكر الله منذ البدء، وما نقرأ ونسمع عنه في هذه الأيام هو شذوذ عن مقاصد الله الصالحة.
-لا مكان لتعدد الزوجات ولا الأزواج في فكر الله منذ البدء.
-حواء مساوية لآدم وليست أقل منه، إنها ليست مخلوق درجة ثانية، أو ناقص في شيء لأنها من صنع الله الكامل، ولكونها كذلك فلها كل الحقوق، وعليها كل الواجبات، قوية وليست ضعيفة، قادرة لاعاجزة، روعة لا عورة
أبعاد الزواج
هناك بعدين رئيسيين في الزواج إحداهما إنساني والآخر لاهوتي:
–البعد الإنساني في الزواج: “ليس جيدًا أن يكون آدم وحده” أى ليس حسنًا أن يكون آدم وحده من الناحية النفسية، والروحية، والاجتماعية، فالفكرة إن الزواج يُحقق نوعًا من الوحدة، والإنسجام، والصداقة، بين الزوجين، كما يُسدد الكثير من الاحتياجات النفسية، والعاطفية، والجنسية لكلا الطرفين فكلانا لديه إحتياج للحب، والمقبولية، والجنس، والصداقة، والأمن، والأمان، والإحترام وهذا يتحقق في الزواج الصحيح المتوافق، لذا يجب أن يجتهد الرجل أن يسدد احتياجات زوجته، كما تجتهد المرأة أن تُسدد احتياجات زوجها وبالتالي تكون الأسرة( أصغر نواة في المجتمع) قوية وصحيحة وبالتالي يكون المجتمع.
–البعد اللاهوتي في الزواج:الله الذي صمم الإنسان وكونه صرح بأنه “ليس جيدًا أن يكون آدم وحده” فآدم وحده لا يكّون الصورة التي في ذهن الله عن الإنسان. إذًا ليس الغرض من الزواج فقط إعانة كل طرف لشريكه، وتسديد احتياجاته المختلفة، لكن الغرض هو التوحد التام بين الرجل والمرأة نفسًا، وجسدًا، وروحًا، بغرض إعلان صورة الله الكاملة فالرجل بمفرده لا يُعلن صورة الله، والمرأة هكذا، لكن كلاهما معًا يعكسان صورة الله أكثر.إن وحدة الرجل والمرأة معًا في إطار الزواج المقدس- رغم تنوعهما- تعكس الوحدة التامة في الذات الإلهية رغم التنوع، فنحن نؤمن بإله واحد مثلث الأقانيم.إن الأسرة المترابطة المتماسكة أجمل وأصدق إعلان عن الله الواحد المثلث الأقانيم.
عندما نحب ونرحم ونعين احدنا الاخر نحن نعكس صورة الله المحب الرحيم المعين، عندما ننجنب اطفالا نحن نعكس صورة الله وقدرته في الخلق ” اثمروا واكثروا واملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على……. الخ عندما نشترك مع الله في ادارة الكون نحن نعكس صورته في الحكمة والاهتمام والنظام، وهذا هو معنى التعبير مجد الله ( صفات الله).
الزواج في فكر الرب يسوع المسيح:
عندما تحدث الرب يسوع عن الصورة المثالية للزواج[1] في متى 19 رجع إلى النموذج الأصلي في جنة عدن، حيث الصورة المثالية، ففي اليهودية كانوا يستخدمون الكلمة العبرية (قدوشين) للتعبير عن الزواج ومعناها التقديس أو التخصيص، فكل شيء يُخصص تخصيصًا كاملاً يُطلق عليه قدوشين سواء تقدس للرب، أو للهيكل أو ….. الخ وهذا له معنى ودلالة هامة في الزواج، فهو يعني إنني كزوج صرت بالكامل مُخصصًا لزوجتي دون سواها، وهي كذلك، فالزواج ليس مجرد جنس فقط، ليس مجرد اعطاء الجسد لشريكي وكفى، لكن هو عطاء الجسد، والروح، والعقل، والمشاعر، والوقت و … الخ فالزواج في الفكر الإلهي وحدة كاملة مُنسجمة في كل نواحي الحياة، فيها يُكمل الرجل المرأة، وتُكمل المرأة الرجل، وكل طرف يُسدد احتياج الآخر ويشبعه ويغنيه.
في الزواج نجد اسمى معاني الإحساس والمشاركة والعطاء والخروج من الذات، حيث أن الأساس في الزواج بحسب مقاييس الله هو الحب، والعطاء، وتفكير كل طرف في اسعاد شريكه قبل نفسه. أما الأنانية فهي ما يقتل الزواج ويهدده.
الرب يسوع بارك الزواج بحضوره عرس قانا الجليل وشارك بإيجابية اذ ساعد العروسين في صنع معجزة انقذتهم اما الضيوف، لكن الرب لم يقم باية مراسيم ولم يوصي بعمل مراسيم معينة، ولم يعترض ان هذا الزواج على الطريقة اليهودية، لان المسيح يدرك تماما ان نجاح الزواج لا يعتمد على أية شاء من خارجه يفعله رجال الدين بل يعتمد على الحب الحقيقي بين الزوجين
قوانين الله لنجاح الزواج: (تكوين 2: 21: 25) .
-قانون النظرة الصحيحة:
نظرة صحيحة من الزوج لزوجته ومن الزوجة لزوجها “وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم فقال آدم ” هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي” (تكوين 2: 22) ومن الآية نفهم:-إن آدم غير قادر على صنع معين لنفسه يسدد احتياجه، بل الله وحده هو القادر إن يفعل ذلك، وفي الوقت المناسب صنع واحضر له حواء فقال في احترام شديد وتقدير بالغ قصيدته الشعرية” هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي ما أجمل نظرة آدم لحواء، هل تنظر لشريكة حياتك إنها مكمل لك، إنها جسدك، ام تنظر لها نظرة اخرى؟
– قانون الكرامة والقداسة: “ليكن الزواج مكرمًا عند كل واحد والمضجع غير نجس” عب 13: 4.
الزواج مقدس ومكرم لأنه مشروع الله ونتاج فكره الطاهر، وهو بنفسه الذي أحضر حواء لآدم في أجمل عرس سماوي وهو بنفسه الشاهد عليه، فهو خالقهما وأبوهما والمسئول عنهما، اقرأ أيضًا (تكوين 29: 14 ) فها هو لا بان يقول ليعقوب ابن أخته ” “إنما أنت عظمي ولحمي”.وجاء العظم في الأصل العبري بمعنى الشيء بعينه والترجمة الأدق تكون أنا ونفسي أما تعبير لحم من لحمي فتشير إلى الصفات اللطيفة ودماثة الخلق، إذًا آدم رأى في حواء إنها نفسه وكيانه إنها جزء أساسي منه لا يمكن فصله، نظر لها على إنها عطية غالية ثمين من الله يجب الحفاظ عليها، واعتقد إن حواء نظرت لزوجها على انه هدية وعطية الله لها. بالتالي فالكرامة والقداسة في نظرتنا لبعض قانون هام يحمي العلاقة ويصونها.
-قانون الأولوية الواضحة او قانون الترك: “لذلك يترك الرجل أباه وأمه” الفعل ترك في اللغة العبرية (آسب) يعني حرفيًا فك أو تخلى عن، فالرجل في الزواج يتخلى عن أعلى درجة من درجات الالتزام تجاه والديه ليمنحه لزوجته. بحيث تكون علاقتهما معًا لها الأولوية الأولى.
وهذا يوضح أن العلاقة الجديدة – علاقة الزوج بزوجته- أهم من علاقته بوالديه، لأنها أقدس علاقة ونسبة بين البشر، وليس معنى هذا أن العلاقة بالوالدين ستُقطع أو تُلغى، أو أن يتوقف الإنسان عن إكرام والديه، بل هذا معناه إنه من الآن فصاعدًا ستكون العلاقة الجديدة أولاً، لن تكون في المرتبة الثانية. إذًا فترك الرجل أو المرأة للوالدين لا يعني الهجر، أو القسوة، أو الإهمال، أو التقصير في خدمتهم ،لأن الوصية تُعلمنا “أكرم أباك وأمك” ( خروج 20: 12 ) وكلمة أكرم معناها أثقل” فيكون المعنى “أثقل أباك وأمك” أى أعط ثقلاً ووزنًا لتاريخهم، وخبرتهم، وكلمتهم، لكن ليس على حساب استقلاليتك في حياتك الجديدة واليك بعض الملاحظات على قانون الأولوية :
1-لم يكن الكلام هنا عن آدم، فآدم لم يكن له أب وأم حتى يتركهما لكنه كان يتكلم عن نسلهما أى نحن .
2- كما على الزوج أن ينفصل ويستقل عن والديه، ويعطي الأولوية لزوجته، يجب على الزوجة أن تدرب نفسها أن تستقل تمامًا عن والديها ( تُفطم نفسيًا عنهم) مهما كانت صعوبة الأمر، وتعطي الأولوية لزوجها لما في ذلك من بركة واستقرار
3- في نفس الوقت على الوالدين أن يستقلا عن أولادهما بعد الزواج، أى يَفطما أنفسهما نفسيًا عن أولادهم، ولا يعطو أنفسهم الحق أبدًا في التدخل في حياة وشئون الأبناء كما كان يحدث قبل الزواج حتى نتجنب مشكلات كثيرة.
–قانون الوحدة والالتصاق: “ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا”
الفعل العبري ” دوباك” المترجم يلتصق يُفيد الاتحاد أو الارتباط الشديد معًا والتعلق، والالتزام بها دون سواها التزامًا شديدًا طوال الحياة، فالرب هنا يُحث آدم أن يسعى وراء حواء بغيرة وشغف، مُتعلقًا بها بكل طاقته وقدرته طوال عمره.
و لكي يلتصقا لابد أن يكون هناك لاصق معين قوي، فترى ما هو اللاصق الفعّال الذي يجعل الزوجان يلتصقا أكثر؟ هل الأبناء؟ هل المال؟ هل العشرة الطويلة؟ هل الخوف من مشاكل الطلاق و نظرة المجتمع للمُطلقين؟
أعتقد إن ما يجمع الزوجان معًا في صداقة حميمة قوية لا يفصلها –مؤقتًا- إلا الموت هو الحب، ليس الحب الشهواني الجسداني القائم على الأنانية، بل الحب الإلهي agape القائم على العطاء وإنكار الذات، بهذا النوع من الحب تستمر الحياة الزوجية “فالمحبة لا تسقط أبدًا” (1كو13: 18) لذا قال الرب يسوع في (مر 10 : 9 ) ما جمعه الله (أى ما جمعه الحب الصادق الصحيح) لا يفرقه إنسان” أما ما جمعه الناس أو جمعته المصالح، أو الشهوات والنزوات فلن يدوم بل سيتفرق .
مما سبق نستطيع أن نقول إن الزواج في فكر الله ليس مجرد مُتعة جسدية فقط، ولا متعة لطرف على حساب الآخر، وليس تفكير في الأخذ، أو عقد نفسخه وقتما نريد، لكنه عهد مع الله فآدم وقت استلام حواء من يد الرب وجه حديثه وتعهده الى الرب شخصيًا قائلاً “هذه الآن عظم من عظامي” هذا العهد يُبنى على الحب، والانسجام، والإخلاص، والإلتزام المستمر، والتوافق، بين الطرفين من الناحية الروحية و النفسية والاجتماعية والثقافية.
هل وحدتنا في الزواج تلغي تفردنا وتميزنا؟ هل الزواج يعني ذوبان شخصية في الأخرى أو طغيان شخصية على الأخرى؟
في الزواج الصحيح تحدث وحدة حقيقية بين الزوجين رغم التنوع والتفرد، فلا يزال كل طرف يحتفظ بخصائصه ومميزاته، فالزواج لا يعني ذوبان شخصية في الأخرى أو طغيان شخصية على الأخرى. فالوحدة هنا قبل أن تكون وحدة أجساد تعني وحدة أنفس، وأرواح، وأهداف واهتمامات وآمال ورؤى، تقود إلى وحدة أجساد. ونظرًا لأننا بالزواج نصبح جسدًا واحدًا أى بلا انقسام أو تضارب، فمن يُكرم شريكي ويقدره يُكرمني ويُقدرني، ومن يُهينه أو يتعدى عليه يُهينني ويتعدى علىّ، من يؤذيه يؤذيني ومن يُضايقه ويؤلمه يضايقني ويؤلمني، كما أن نجاح شريكي نجاح لي وليس تهديد لأننا كيان واحد.
من الذي يوحدنا؟
الوحدة في الزواج من صنع الروح القدس ودور الزوجين المحافظة عليها، لا يستطيع أحد من البشر مهما كانت قداسته أن يصنع وحدة بين قلبين. إنها من صنع الله بالروح القدس الذي يوحد بين القلوب، لكن الحفاظ عليها مسئولية البشر( الزوج والزوجة) كما فهمنا من استخدام الفعل يلتصق، ويؤكد ذلك العهد الجديد فالرسول بولس يُقر نفس الحقيقة بالنسبة للكنيسة، فالذي وحد الكنيسة وجعلها جسد واحد هو الروح القدس” لأننا جميعنا بروح واحد ايضا اعتمدنا الى جسد واحد يهودا كنا أم يونانيين عبيدًا أم أحرارًا وجميعنا سقينا روحا واحدًا” ( 1كورنثوس 12: 13) أما الحفاظ على تلك الوحدة فمسئولية أعضاء الكنيسة أنفسهم “مُجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام” (أفسس 4: 3 ) وهكذا في الزواج يجب أن نجتهد كزوج وزوجة لنحافظ على هذه الوحدة ونرويها كل يوم بأن نوطد علاقات المحبة والثقة، متجنبين الانانية والكذب والخداع لأننا بعضنا أعضاء البعض، وألا نسمح للاختلافات في الآراء أن تتحول إلى شجار و خلاف، وألا نعطي إبليس مكانًا
مما سبق نفهم إن الله قصد منذ البدء ديمومة العلاقة بين الرجل والمرأة، لذا يجب ألا يكون أول تفكير للزوجين في حالة حدوث مشكلات هو الطلاق أو الإنفصال لأن هذا يتعارض مع قصد الله ومشيئته. كما أن الله يُبغض الطلاق ” لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل” (ملاخي 2: 16 ) وإن كان في بعض المرات الطلاق أو الانفصال هو الحل الأخير لكنه الحل المُر، القاسي، والمخالف لفكر الله، لذا يجب ألا نفكر فيه أو نلجأ إليه بسرعة، لما له من عواقب وخيمة على الرجل والمرأة والأبناء، لأنه يُحدث تشوهات كثيرة في كلتا الشخصيتين، فعندما تنزع صورتين التصقا معًا لفترة من الزمن بمادة معينة فكلاهما يتشوه ويُضار.
قانون المُكاشفة والوضوح: “وكانا كلاهما عريانَين وهما لا يخجلان”
هذه الآية لا يقصد منها فقط العري الجسدي، لكنها تصف أيضًا حالة الوضوح والبراءة والبساطة -كبساطة وبراءة الأطفال- التي كانا يتمتعان بها قبل السقوط، لكن دخل الخجل والخزى بالسقوط .
كلما كانت هناك براءة وبساطة بين الزوجين ووضوح ومكاشفة وصدق وإخلاص في كل أمورهم كلما سارت سفينة الحياة الزوجية في بحر الحياة الهائج بسلام، وكلما زادت مساحة المكاشفة والصراحة نمت الثقة وترعرعت بين الزوجين، والثقة ستوّلد صراحة ومكاشفة أكثر وهكذا تدور الدائرة. لذا يُعتبر الكذب واللف والدوران والخبث أخطر الأعداء التي تهدد قانون المكاشفة، ومع الأسف فالبعض يُجيز الكذب وبالتحديد على الزوجة، وهذا أمر خطير للغاية لأنه يُدمر العلاقة ويفسدها في أصغر وأدق وحده في المجتمع – الأسرة- والتي هي أساسه، ماذا تنتظر من أبناء وبنات أبوهم يكذب على أمهم أو العكس؟ ماذا سوف يتعلم الجيل الجديد؟
لذا حذر الرسول بولس قائلاً ” اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه.لأننا بعضنا أعضاء البعض” (افسس4: 25 ) وسفر الرؤيا يؤكد أن الكذابين جميعهم من كل ألألوان والأنواع ليس لهم نصيب في ملكوت السموات “وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني” (رؤيا21: 8 ).
[1] – تفسير انجيل متى – د. ق وليم باركلي- ترجمة د. ق فايز فارس ، القاهرة : دار الثقافة