
بقلم
القس سهيل سعود
السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان
من وجد قبلا: كلمة الله أم الكنيسة؟
المصلح مارتن بوتسر
من الأسئلة الأساسية التي تحارج فيها المصلحون الانجيليون مع قادة الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، سؤال من وجد قبلا: كلمة الله أم الكنيسة؟ كان جواب المصلحين أن كلمة الله وجدت قبل الكنيسة، بينما كان رأي الكنيسة الكاثوليكية أن الكنيسة وجدت قبل كلمة الله.
أحد المصلحين الذين تحدثوا في الموضوع مصلح ستراسبورغ مارتن بوتسر. اعتقد بوتسر، أنه دون إيمان لا يمكن أن توجد الكنيسة، وبدون كلمة الله لا يمكن أن يخلق الإيمان. قال، “صحيح أن كلمة الله بشكلها المكتوب في الكتاب المقدس وجدت لاحقا، لكن كلمة الله وجدت قبلا في العالم قبل أن تكتب. اقتبس قول الرسول بولس “الايمان يأتي أولاً بالسمع، والسمع بكلمة الله”(رومية 10: 17). صرّح قائلا، “كل شعب الله، في كل زمان ومكان، يولدون ثانية من خلال كلمة الله”. رفض بوتسر الاعتقاد الكاثوليكي، أن الكنيسة هي التي أعطتنا الكتاب المقدس، ومنحت له السلطان. قال: “ان ما قامت به الكنيسة، أنها ميّزت ما بين: الكتابات الإلهية، والكتابات الشيطانية”. لم يؤمن بوتسر أن المجامع الكنسية، هي التي أعطت السلطان للكتاب المقدس، وإنما الروح القدس الذي أوحى بالكتب المقدسة القانونية، وبالتالي فمصدر سلطان الكتاب المقدس، هو الروح القدس”. رفض بوتسر، اعتبار الكتب الأبوكريفية غير القانونية، على أنها موحى بها بالروح القدس. آمن، أن يسوع المسيح وحده، هو الذي يعطي السلطة العليا للكلمة الالهية. قال، “حيث ان الكتب المقدسة هي أبدية، لهذا فسلطان الكلمة هو أيضًا أبدي”. اقتبس قول المسيح: “فتشوا الكتب، لأنكم تجدون فيها حياة” (يوحنا 5: 39).
آمن بوتسر أن الدخول في جسد المسيح الكنيسة، يتحقّق بالولادة الجديدة. قال، “بالرغم من أن الكنيسة هي جماعة الايمان الذين هم القمح الجيّد، لكن يوجد فيها أيضا زوان، اذ يتواجد بين أعضاء الكنيسة، مؤمنين وؤمنات حقيقيين ومؤمنين غير حقيقيين. يعرف المؤمنون غير الحقيقيين، من خلال عدم اثمارهم ثمار محبة”. اعتقد بوتسر أن تشبيه “جسد المسيح” للكنيسة، هو الأفضل بين التشابيه التي يتكلم عنها العهد الجديد، لأنه يصوّر نوعية العلاقة الحميمة بين المسيح وأولاده. قال، “كما أن أجزاء الجسد تدار من الرأس، هكذا أيضًا، فإن أعضاء جسد الكنيسة، تدار من خلال المسيح الرأس، الذي يحكم كنيسته بروحه وكلمته”. عرّف الكنيسة على أنها، “تتضمّن كل المختارين والمتجدّدين، الذين اتحدوا بالمسيح، إن كان في السماء أو في الأرض، الذين هم معروفون من الله وحده”. اعتقد بوتسر، أن الكنائس المحلية التي تفصل بين بعضها الجغرافيا، هي بعبادتها المشتركة للمسيح، تشكّل الكنيسة الواحدة الجامعة. اعتقد، أن مسؤولية الكنيسة، هي وضع رسالة الانجيل أمام الناس، ومساعدتهم حتى يضعون ثقتهم بالمسيح. الاّ أن عمل الله، هو بجذب الناس الى الإيمان، من خلال الروح القدس، الأمر الذي يتحقّق عند قراءة كلمة الله، والكرازة بها”. اعطى مثال القديس أوغسطينوس، الذي استنار وآمن بالمسيح من خلال قراءة الكتاب المقدس. واستنتج أن الايمان بالمسيح، ليس عمل الكنيسة وانما عطية الله بروحه القدوس.
- حيرة العقل أمام الصليب – المصلح مارتن لوثر
- النظر الى الألم بمنظار أبدي- المصلح جون كالفن
- تفسير المصلح جان كلفن لظاهرة محيّرة رافقت موت المسيح
- المعلم الانجيلي بطرس البستاني: أبّ النهضة العربية
- ماذا قصد كاتبو قانون ايمان الرسل: أن المسيح نزل الى الهاوية؟
- أسلحة الموت: القلق واليأس والشعور بالذنب – المصلح مارتن لوثر
- هل هناك من تراتبية روحية بين القسوس وباقي المؤمنين بالمسيح؟ المصلح الانجيلي مارتن لوثر
- من اجمل ما كتب عن الموسيقى – المصلح مارتن لوثر
- المصلح فيليب ميلنكثون – دور التربية في اعداد مواطنين صالحين للكنيسة والمجتمع
- نقل مسؤولية التعليم من الأهل والكنيسة، الى الدولة ليكون متوفرا للجميع