فهرس الموضوع

بقلم
القس سهيل سعود
السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان
من اللاهوتيين الانجيليين الذين شجبوا النازية، القس الألماني ديتريش بونهفور. عرف بونهوفر بمواقفه الرافضة لسياسة النظام النازي العنصرية القمعية، ولبطش وظلم أدولف هتلر. بعد يومين من وصول هتلر الى السلطة، بثّ ديتريش بونهوفر خطابًا عبر الاذاعة محذّرًا الشعب الألماني، من خطورة الرايخ أدولف هتلر على الكنيسة والوطن الألماني، ومظهرا تخوّفه من أن يقود الشعب والبلاد الى الضلال. إلاّ أن السلطات النازية، قطعت البثّ على خطابه، قبل أن يكمّله. وعندما أصدر النظام النازي، قرارا بتعظيم العرق الآري، ودعا الكنائس الى تطبيقه وطرد الرعاة والقسوس المسيحيين من أصول يهودية، ردّ بونهفور على القرار قائلا، “يجب على الكنيسة، ألاّ تسمح للدولة، بالتدخل في طريقة تعاملها مع أعضاءها. فللكنيسة وحدها الحق، في اقرار طريقة التعامل مع أعضاءها، وتقرير من يصلح أن يكون قسيسا، وذلك ليس على أساس عرقي، ولكن على أساس أمانة القسيس في خدمته للمسيح”. حثّ بونهوفر الكنيسة، على مساءلة الحكومة عن أخلاقية قراراتها. قال، “يجب على الكنيسة أن تذكّر الدولة دائمًا، بالجانب الأخلاقي من قراراتها وإجراءاتها المتخذّة. وأن تقوم بتقييم ما تتخّذ من قرارات، من ناحية إنسانية، ومن زاوية حقوق الإنسان. على الكنيسة أن ترفع صوتها احتجاجًا على الظلم. ولا تقف مع الظالمين بل مع المظلومين، وتبتكر أساليب ناجعة للإسراع في مساعدتهم”.
آمن بونهوفر الكلفيني الانتماء، أنه كما أقام الله الكنيسة في العالم للاهتمام بشؤون الناس الروحية ورعاية علاقتهم الصحيحة مع الله، فانه أيضا أقام الدولة للاهتمام بشؤون الناس الاجتماعية ورعاية أمنهم وسلامتهم وحماية أملاكهم. أطلق جان كلفن على الدولة اسم، “وسيلة الله الخلاّقة للعناية بحياة الناس”. اعتقد أن الدعوة الى المشاركة في مسؤولية الحكومة، هي دعوة سامية تأتي من الله، الذي يحب شعبه ويريد أن يهتم بشؤونهم، من خلال ادارتهم للبلاد وشؤون الناس. وهذا يتطلّب من الحكّام التحلّي بالفضائل والقيم الأخلاقية والروحية. قال بونهوفر، “عندما تفشل الحكومة في مهمتها، بأن تكون أداة بين يدي الله، بالحفاظ على سلام وكرامة وعدالة الناس. أو عندما تساهم في خلق الفوضى، بدلاً من أن تسعى جاهدة لسيادة النظام والقانون، عندها يصبح للكنيسة الحق في مساءلة الدولة، حول مشروعية قراراتها وإجراءاتها. إن السؤال الأساسي الذي استحوذ على فكر بونهوفر، هو: كيف يجب أن يكون موقف الكنيسة وسط الظلم؟”.
يأتي موقف رجل الكنيسة، اللاهوتي القسيس ديتريش بونهوفر، عن ضرورة مساءلة الدولة عن أخلاقية قراراتها، في محلّه في هذه الحالة المزرية من الفساد والظلم والفقر والذلّ التي أوصلنا اليها الطبقة الحاكمة الفاسدة بمعظمها منذ سنين عديدة. كان بالحري بكم أن تكونوا،”وسيلة الله الخلاّقة للعناية بحياة الناس”. لكن للأسف اعتنيتم بحياتكم وحياة أولادكم وأحفادكم، وأهملتم باقي الناس. صدق بكم قول السيد المسيح، “لأنهم مبصرين ولا يبصرون. وسامعين لا يسمعون، ولا يفهمون” (متى 12: 14). ألا تبصرون وتقدّرون حقا أبعاد ما تتّخذونه من قرارات ظالمة وجارجة بحق مواطنيكم .ألا تبصرون طوابير الذل لساعات عديدة على محطات البنزين؟ أية مشروعية لقراراتكم واجراءاتكم؟ بأي حق تسلبون أموال المودعين ، بعد أن ائتمنوكم على جنى عمرهم. ألا تسمعون صراخ الأطفال الرضّع الذين هم بحاجة للحليب الذي ينفذ؟ ألا تسمعون أنين المرضى الذين لم يعد يجدون أدويتهم التي تبقيهم على قيد الحياة. ألا ترون ما يحصل مع الفقراء وسط انتشار كل انواع الاحتكارات؟ ماذا نقول ونقول؟
في هذا اليوم يبدأ رؤساء الكنائس المسيحية في لبنان، لقاء الصلاة والتفكير مع قداسة البابا، في الفاتيكان، بالوضع المتردي الذي يمرّ فيه لبنان واللبنانيون، ويطلبون من الرب أن يلهم كل صانعي القرار لاخراج لبنان من محنته. تجد دعوة، القس ديتريش بونهوفر بمسؤولية الكنيسة في مساءلة الدولة، صداها. ونحن بدورنا نطلب من الله، أن يحضر معهم ويبارك لقاءهم، لما فيه خير شعبنا اللبناني المجروح، ووطننا الجريح لبنان.
آمن بونهوفر الكلفيني الانتماء، أنه كما أقام الله الكنيسة في العالم للاهتمام بشؤون الناس الروحية ورعاية علاقتهم الصحيحة مع الله، فانه أيضا أقام الدولة للاهتمام بشؤون الناس الاجتماعية ورعاية أمنهم وسلامتهم وحماية أملاكهم. أطلق جان كلفن على الدولة اسم، “وسيلة الله الخلاّقة للعناية بحياة الناس”. اعتقد أن الدعوة الى المشاركة في مسؤولية الحكومة، هي دعوة سامية تأتي من الله، الذي يحب شعبه ويريد أن يهتم بشؤونهم، من خلال ادارتهم للبلاد وشؤون الناس. وهذا يتطلّب من الحكّام التحلّي بالفضائل والقيم الأخلاقية والروحية. قال بونهوفر، “عندما تفشل الحكومة في مهمتها، بأن تكون أداة بين يدي الله، بالحفاظ على سلام وكرامة وعدالة الناس. أو عندما تساهم في خلق الفوضى، بدلاً من أن تسعى جاهدة لسيادة النظام والقانون، عندها يصبح للكنيسة الحق في مساءلة الدولة، حول مشروعية قراراتها وإجراءاتها. إن السؤال الأساسي الذي استحوذ على فكر بونهوفر، هو: كيف يجب أن يكون موقف الكنيسة وسط الظلم؟”.
يأتي موقف رجل الكنيسة، اللاهوتي القسيس ديتريش بونهوفر، عن ضرورة مساءلة الدولة عن أخلاقية قراراتها، في محلّه في هذه الحالة المزرية من الفساد والظلم والفقر والذلّ التي أوصلنا اليها الطبقة الحاكمة الفاسدة بمعظمها منذ سنين عديدة. كان بالحري بكم أن تكونوا،”وسيلة الله الخلاّقة للعناية بحياة الناس”. لكن للأسف اعتنيتم بحياتكم وحياة أولادكم وأحفادكم، وأهملتم باقي الناس. صدق بكم قول السيد المسيح، “لأنهم مبصرين ولا يبصرون. وسامعين لا يسمعون، ولا يفهمون” (متى 12: 14). ألا تبصرون وتقدّرون حقا أبعاد ما تتّخذونه من قرارات ظالمة وجارجة بحق مواطنيكم .ألا تبصرون طوابير الذل لساعات عديدة على محطات البنزين؟ أية مشروعية لقراراتكم واجراءاتكم؟ بأي حق تسلبون أموال المودعين ، بعد أن ائتمنوكم على جنى عمرهم. ألا تسمعون صراخ الأطفال الرضّع الذين هم بحاجة للحليب الذي ينفذ؟ ألا تسمعون أنين المرضى الذين لم يعد يجدون أدويتهم التي تبقيهم على قيد الحياة. ألا ترون ما يحصل مع الفقراء وسط انتشار كل انواع الاحتكارات؟ ماذا نقول ونقول؟
في هذا اليوم يبدأ رؤساء الكنائس المسيحية في لبنان، لقاء الصلاة والتفكير مع قداسة البابا، في الفاتيكان، بالوضع المتردي الذي يمرّ فيه لبنان واللبنانيون، ويطلبون من الرب أن يلهم كل صانعي القرار لاخراج لبنان من محنته. تجد دعوة، القس ديتريش بونهوفر بمسؤولية الكنيسة في مساءلة الدولة، صداها. ونحن بدورنا نطلب من الله، أن يحضر معهم ويبارك لقاءهم، لما فيه خير شعبنا اللبناني المجروح، ووطننا الجريح لبنان.
- حيرة العقل أمام الصليب – المصلح مارتن لوثر
- النظر الى الألم بمنظار أبدي- المصلح جون كالفن
- تفسير المصلح جان كلفن لظاهرة محيّرة رافقت موت المسيح
- المعلم الانجيلي بطرس البستاني: أبّ النهضة العربية
- ماذا قصد كاتبو قانون ايمان الرسل: أن المسيح نزل الى الهاوية؟
- أسلحة الموت: القلق واليأس والشعور بالذنب – المصلح مارتن لوثر
- هل هناك من تراتبية روحية بين القسوس وباقي المؤمنين بالمسيح؟ المصلح الانجيلي مارتن لوثر
- من اجمل ما كتب عن الموسيقى – المصلح مارتن لوثر
- المصلح فيليب ميلنكثون – دور التربية في اعداد مواطنين صالحين للكنيسة والمجتمع
- نقل مسؤولية التعليم من الأهل والكنيسة، الى الدولة ليكون متوفرا للجميع