
الكاتب
القس صموئيل عطا
سنودس النيل الإنجيلي
الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر
بالإضافة إلى الكثير والكثير من أبناء المجتمع بمختلف فئاته وطبقاته من سياسيين، وأطبّاء، وممثلين، وغيرهم من المواطنين المصريين من كل مكان في مصر ممن فارقوا الحياة خلال الفترة الماضية، فقد شهدت أيضًا تلك الفترة القليلة انتقال ورقاد كوكبة رائعة، وعدد ليس بقليل لا نستطيع حصره، بطريقة غير مسبوقة في السرعة والعدد من خدام الرب الأمناء من مختلف محافظات مصر ممن فارقوا الحياة أيضًا من قساوسة، وخدام الكلمة، وغيرهم من المشهود لهم، والمؤثرين في المجتمع المسيحي، وأيضًا من الذين لم يقتصر تأثيرهم فقط على المجتمع المسيحي، بل امتد تأثيرهم أيضًا ليشمل المجتمع ككل.
فهناك خدام وقساوسة منهم شهد لهم المجتمع بمختلف أطيافه عن فضلهم في مساهمتهم في تشكيل وبناء المجتمع بشكل مباشر وغير مباشر بتأثيرهم الإيجابي في تابعيهم، وبواسطة كل ما ينشروه ليس فقط من فكر كتابي وروحي كان له بالغ الأثر في تغيير، وتشكيل، وبناء الكثيرين والكثير ين من أبناء الكنيسة في كل مكان، بل أيضًا كل فكر معتدل، وكل نظرة إيجابية تبنّوها تدعو إلى ترسيخ قيم المحبة، والسلام، والتسامح مع جميع أبناء المجتمع دون تفرقة، ولا يسعنا المجال هنا لذكر أسماء، لكن حقا ما أحوج المجتمع لأمثال هؤلاء الذين أدركوا دعوتهم، واجتهدوا وجاهدوا في تتميم وإتمام رسالتهم الخيّرة المفعمة بالمحبة لله وللناس.
لذلك فالكنيسة وبحسب فكر الكتاب المقدس لا تعتبر موتهم موتًا بل رقادًا في الرب، وأن ما قدّموه لم يمُت، بل أنّ تأثير رسالتهم، وسيرتهم العطرة باقية بعد انتقالهم ورقادهم، فخلّدت ذكراهم “لأن ذكرى الصِدّيق تدوم إلى الأبد” ، وإن كان رقادهم هذا الذي تعددت فيه الأسباب سواء من موت مفاجيء، أو من موت بسبب حادثٍ ما، أو مرضٍ معين، أو نتيجة الإصابة بوباء كورونا الذي تسبب مؤخرًا في وفاة الكثير من الناس في كل مكان، لكن مهما تعددت الأسباب ففي النهاية هو وسيلة للانتقال إلى الموطن السماوي.
لكن أيضًا لا يستطيع أحد أن ينكر أن رقاد العديد منهم في هذه الفترة القصيرة واحدًا تلو الآخر قد أدهش وأحزن الكثيرين من ناحية، ومن الناحية الأخرى أيضًا قد ترك فراغا كبيرًا في الكنيسة، وفي قلب أُسَرِهِم، وذويهم، وأقربائهم، ومحبيهم إلا أن العزاء الوحيد لجميعهم في الإله الواحد “إله كل تعزية” الذي يستطيع ان يعزيهم، ويسندهم، ويساندهم، ويملأ كل فراغ تركوه، فيكفكف دموعهم، ويخفف آلامهم، ويمنحنا جميعا الرجاء بقرب اللقاء.
و من ناحية أخرى أيضًا فإنّ رقادهم هذا يدفعنا نحن جميعا أن نتمثل بإيمانهم، فنجتهد ونجتهد لنتمم أيضًا بفرح سعينا، ورسالتنا، وخدمتنا على أكمل وجه، مستعَدّين في كل وقت للوقت الذي فيه تنتهي أيضًا رسالتنا مثلهم، فنلتقي بهم هناك حيث الراحة الأبدية.
وأيضًا إن ما يعزي الكنيسة الآن ويقويها، أنه مازال هناك أيضًا الكثير والكثير من العمالقة من الخدام، والقساوسة، وقادة الكنيسة المؤثرين الذين يمسكون الآن بمشعل التنوير الروحى، والفكري أيضًا في مختلف المجالات داخل الكنيسة، وخارجها، وأيضًا هم بدورهم يُعدّوا أجيالًا مدعوين، ومؤهلين من أجل إتمام رسالة الكنيسة روحيًا، واجتماعيًا لتكون كنيسة فعّالة، ومؤثرة في المجتمع ككل.
ق. صموئيل عطا
- الإصلاح بين الماضي والحاضر
- التيار اللوثري والتيار الإصلاحي
- الصعود إلى الجبل والذهاب إلى العمل
- كيف يمارس المسيحيون الفصح في ضوء العهد الجديد؟
- الإعلان الإلهي بين الدراما القديمة والميديا الحديثة
- متى تتظاهر بالجنون؟
- وَدَاعًا خُدّام الربّ الأُمَنَاء
- ثقافة الاختزال وصراع الأجيال
- الاختلاء تحدياته وفوائده
- امرأة ممتلئة أعمالًا صالحة