فهرس الموضوع

بقلم
مينا جدعون
دور راعي الكنيسة
دروس نحتاج إليها في الرعايه والتي تنبرعن دورالراعي في الكنيسة وتحتوي علي:
- الراعي وإدارة الكنيسة
- الراعي وقبول الآخر
- الراعي والمسئوليات
وسوف نتناول كل واحده منهم باختصار كما يلي:
1- الراعي وإدارة الكنيسة وتضم:
+الراعي ووضوح الهدف “الرؤية” (جسد واحد وروح واحد)
عندما يضع الراعي هدفاً كتابياً ويركز عليه مع باقي أعضاء الكنيسة حتماً سيصل لنتائج مرجوه، وهنا تكون الرؤية موحده للكنيسة ككل والتي تؤول في النهاية إلي مجد الله وحده وأعلان ملكوته على الأرض،
“هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ.” (رو 12: 5).
+الراعي والتعليم الكتابي (مجموعات درس الكتاب)
ما أحوجنا هذه الأيام إلى التعليم الكتابي السليم المبني على الكتاب المقدس وليس علي أفكار أو تقاليد البشر، وتأتي المسئولية الأكبر هنا علي الراعي في كيفيه توجيه الكنيسة لهذا الأمر من خلال مجموعات درس الكتاب حتي نستطيع خلق جيل ثابت ومتعمق في الكلمة وغير متزعزع مع التيارات الآخري،
“لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا.” (1 تي 4: 16).
+ الراعي والتراث (إقرار الإيمان – نظم مزامير)
لقد إهملت الكنيسة في وقت ما التركيز وتلاوه إقرار الإيمان الذي يعتبر مصدر لا غني عنه في المسيحية وركزت على بعض الأمور الآخري، وكذلك ترانيم التراث التي تحتوي علي أعمق المعاني والمفاهيم لنا كمسيحيين وهنا يأتي دور الراعي في الإلتزام وتشجيع الآخري لممارسة هذا الأمر في وقت العبادة، وايضاً أعطاء أو شرح موجز للأفكار والمعاني التي يتضمنها إقرار الإيمان وترانيم نظم مزامير.
+ الراعي وشركاء الخدمة (الشيوخ والأعضاء – مجلس الكنيسة)
عندما يخدم الراعي في الكنيسة فهو لا يخدم بمفرده ولكنه يخدم ويشترك مع جماعة ينتمون للرب ونطلق عليهم “شركاء الخدمة” المتمثلون في مجلس الكنيسة والأعضاء ليساندوا ويقبلوا ويحبوا بعضهم البعض.
+ الراعي والرعاة الآخرين (القبول والمحبة والتفاهم والهدف وتوزيع المسئولية والخضوع)
كما ورد في سفر المزامير”هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا!” (مز 133: 1) وكذلك أن يخدموا معاً بكل تواضع ومحبه وقبول وخضوع وإحتمال وإحترام لبعضهم البعض، وإخلاء الذات وتقديم الآخر والفرح لنجاحه وتشجيعه ودعمه بكافة الطرق حتى نصير أبناء نور نعكس صورة المسيح.
+ الراعي ووضع النظام (الالتزام والاحتراز – المسئولية الصلاة –الدور المحدد)
لا يصح أن نعيش في مكان ما بدون وضع نظام نسير عليه ونخضع له، والكنيسة حيث جماعة المؤمنين عليها وضع نظام يحدد الدور والمسئولية لكل الأعضاء وعليهم الإلتزام والخضوع لما تم الاتفاق عليه والراعي يشرع ويشجع ويتابع هذا النظام في جو ممتليء بالحب والتفاهم، ولا ننسي حياه الصلاه التي تحيي أرواحنا من جديد لنستقبل إستناره ونور يفتح أعين العميان.
+ الراعي والمنبر (التمسك به – دعوة الآخرين للصعود على المنبر من داخل الكنيسة وخارجها)
التنازل عن التمسك بالمنبر يعتبر قمة النجاح للراعي ليشجع الآخرين ويدعوهم للصعود عليه فكتاب يقول
“َوادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ، مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْكَرَامَةِ.” (رو12: 10)
فهذا لا يقلل من شأن الراعي، بل يرفعه لدرجة من النضوج والمحبة العملية.
+ الراعي والأشخاص الجدد (الترحيب وأخذ المبادرة بالتعارف – التواصل المباشر)
الراعي هو الميكروسكوب الذي يري ويلاحظ الأشخاص الجدد وسط زحمه الجماعة، فلا يقف حتى ينسحب الشخص من المكان، بل عليه أخذ المباردة بالتعارف والترحيب به والتواصل معه والمتابعة فيما بعد.
+ الراعي والاهتمام بالكل (موظفين داخل الكنيسة –أعضاء الكنيسة)
لا يتوقف دور الراعي علي تقديم الوعظ فقط، بل يمتد دوره إلى الاهتمام بأعضاء الكنيسة والسؤال عنهم بكافة الطرق الممكنة، وأيضاً الإهتمام بالموظفين داخل الكنيسة وتقدير ظروفهم كجسد واحد معاً.
+ الراعي وبناء قيادات جديدة (التنوع وإخراج جيل جديد – إتاحة الفرصة)
عندما كان يعيش المسيح على الأرض صنع تلاميذ ليشاركوه في الخدمة وهذا ليس معناه أنه كان غير قادر علي الخدمة وحده، بل أراد أن يخلق جيل يتتلمذ الآن ويتلمذ فيما بعد فإتاح الفرصة للتلاميذ للتعلم والخدمة، وياليتنا نسير وفق هذا النهج ونقبل التنوع وإتاحة الفرص للآخرين حتي نعلم ما تعلمناه وهكذا، فالكتاب يقول في رسالة بولس الرسول الثانية إلي تيموثاوس “وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا.” (2 تي 2: 2 ).
2- الراعي وقبول الآخر وتضم:
+ الراعي والقيادات الآخري (قيادات طائفية– قيادات عالمية)
هنا يأتي المحك العملي لمعني المحبة والقبول للآخر، فدور الراعي هنا لا يقتصر على التظاهر بالحب في المناسبات والشعارات الظاهرية فقط، بل عليه قبول فكر الآخر مهما كان يختلف عنه وقبول الآخر نفسه بكل محبة وتقديم يد المعونه والمساعدة إذا لازم الأمر.
+ الراعي والشعب (الخدمة العملية – النزول من علي المنبر التفاعل المباشر – محبة الآخرين)
كان المسيح يجول يصنع خيراً حسبما ذكر في سفر الأعمال “يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.”
(أع 10 : 38 )، وهنا يأتي دور الراعي فيترك المنبر قليلاً ويذهب حيث يوجد الألم والمعاناه التي يعيش فيها الآخرين حتي يتعايش معهم ويساندهم بقوه ومعونه الله فيفعل مثلما فعل سيده وتحنن علي الجموع.
+ الراعي والتشكيل (القابلية للتغيير – قبول الفكر الآخر)
كلما كان الراعي أكثر خضوعاً لروح الله كلما تشكل وتغير ليشابه صوره المسيح، فالمرونة في التعامل وقبول تغيير الوضع الحالي يساعد الراعي في التغيير للأفضل، وكذلك قبول الفكر الآخر مع إمتحان كل شيء فالكتاب يقول في رسالة بولس الرسول الأولي لأهل تسالونيكي”امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.” (1 تس 5: 21)، والأمر يتطلب قبول الآخر نفسه باعتباره إنسان مخلوق على صوره الله.
+ الرعي والشباب (عمل منتديات للأسئلة – وقت شركة – العاب)
شباب اليوم هم كنيسة الغد، فإذا فقدنا الشباب تأثرت الكنيسة بالفعل، فالراعي المحب الذي يحتوي الشباب بالرغم من الإختلاف والتنوع والإصغاء إليه في تساؤلاته الكثيرة يخلق جيل سوي متصالح مع نفسه ومع الآخرين، وأيضاً التنازل لفكر الشباب وعمل منتديات للأسئلة والحوار، والتعبير عما بداخل الشباب بكل حرية وبدون كبت لإخراج الطاقة التي لديهم ومعرفة توجيهها في المكان المناسب لها، والكتاب يذكرنا بـــ
وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ:” أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ.” (1 تس 5: 14).
3- الراعي والمسئوليات وتضم:
+الراعي واتخاذ القرار (التفويض – عمل لجان – جلسات أسبوعية)
الراعي لا يستطيع عمل كل شيء لوحده وإتخاذ القرار لا يبني عليه فقط، بل علي الآخرين أيضاً لذلك يتطلب منه عمل تفويض لبعض الأشخاص لإنجاز مهام معينة وعمل لجان مساعده لتوزيع المسئوليات وجلسات متابعة من قبل الراعي حتي يكون علي درايه بما يحدث حوله لإتخاذ القرار السليم.
+ الراعي والمجتمع (العمل خارج الأسوار –مبني خدمات– التضحية وبذل الذات)
الخدمة هي بذل الذات كما فعل المسيح ولا تقتصر على الكنيسة فقط، فالراعي يخدم خارج الأسوار ويذهب ليطلب الضال ويسترد المطرود، وأيضاً التعايش مع المجتمع من خلال الخدمات التي تقدم بصورة عملية،
فالكتاب يقول في سفر حزقيال “وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ، وَأَرْعَاهَا بِعَدْل.” (حز 34: 16).
+ الراعي والتعايش مع الآخرين من أعضاء الكنيسة (الأفراح والأحزان)
التواجد الفعلي مع الناس والمشاركة معهم أوقات الفرح والحزن أقوي تعبير عن المحبة العملية وتجسيد صورة المسيح على الأرض وليس لمجرد تأديه الواجب، فالراعي مسئول عن التفاعل والتعايش مع الآخرين مثلما كان يفعل يسوع وأذكر حادثتين فقط لمشاركة يسوع مع الآخرين (عرس قانا الجليل، إقامة إلعازر).
+ الراعي والمواهب (اكتشاف المواهب – العمل على تطويرها)
كلما إتاح الراعي فرصة التعبير وإخراج ما بداخلنا كلما أمكن اكتشاف المواهب والعمل على تطويرها، وبالتالي عاد بالنفع علي الكنيسة ككل، فنستطيع أن نستثمر هذه المواهب والإمكانيات في خدمة الملكوت.
+ الراعي والقراءة (القابلية للتعليم –الإطلاع علي ما هو جديد)
التعليم عملية مستمرة لا تنتهي إلا عند الموت، والراعي يتطلب منه التعليم المستمر والاطلاع على كل ما هو جديد حتى يكون علي معرفة بما يحدث حوله ليكون عنصر فعال في حياه الآخرين.
+ الراعي وكلامه (الملاحظة والتدقيق في الكلام – التصرف بحكمه)
الراعي يكون موضع في ملاحظة من قبل الآخرين فكل الأنظار تتوجه إليه لذلك عليه أن يتحلي بالحكمه في الكلام والصمت والتعامل بلياقة في العلاقات المختلفة، فالكتاب يقول “لاَ يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ، بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ، فِي التَّصَرُّفِ، فِي الْمَحَبَّةِ، فِي الرُّوحِ، فِي الإِيمَانِ، فِي الطَّهَارَةِ.” (1 تي 4: 12).
+الراعي والمركزية (تمجيد الله وحده – صنع إتباع للمسيح)
المركز والأساس هو الله وليس الراعي وعمل إتباع يتبعون الله وليس الراعي أيضاً ليرجع المجد لله وحده.
+ الراعي وأسرته (التواجد والإتاحة –التوازن بين الكنيسة والخدمة والأسرة)
كما ذكرنا سابقاً ضروريه التواجد الفعلي للراعي وسط شعبه لا ننسي أن نذكر تواجد الراعي وسط أسرته وقيامه بكافة المتطلبات الطبيعية لهم وهذا يحتاج إلي عمل توازن بين الكنيسة والأسره من قبل الراعي، ويذكرنا الكتاب المقدس بهذا الأمر “يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَنًا، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ.” (1 تي 3: 4)، “وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟” (1 تي 3: 5)
اذا كانت هذه مبادءك وافكارك في الخدمة. سوف يكون لك مستقبل ناجح في خدمة الله.
الله يبارك حياتك وخدمتك
ربنا يبارك يا قسيسنا الغالي
المقال رائع و كلماتك صادقة من الواقع المعاش .
بصلي ان تكون خدمتك مثمرة في كرمة الله.
شكرآ ابونا لهذا السرد الواضح والمعلومات القيمة ربنا يباركك