تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الأرشيف » سلسة تأملات سراج لرجلي كلامك

سلسة تأملات سراج لرجلي كلامك

بقلم

القس/ زاهر لطفي إبراهيم

 

من الخواء للامتلاء

فَقَالَتْ لَهُمْ: “لاَ تَدْعُونِي نُعْمِيَ بَلِ ادْعُونِي مُرَّةَ، لأَنَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَمَرَّنِي جِدًّا. إِنِّي ذَهَبْتُ مُمْتَلِئَةً وَأَرْجَعَنِيَ الرَّبُّ فَارِغَةً…” (را ١ : ٢٠_ ٢١)
بهذه الكلمات الحزينه والمؤلمة التي تعبر عن الحزن واليأس والاحباط والفراغ، تكلمت نعمي مع سكان بيت لحم عند عودتها من بلاد موآب بعد عشرة سنوات مضت في غربتها هناك، مات خلالها زوجها أليمالك، وابنيها محلون وكليون.
لم تكن الصورة شديدة السواد كما وصفتها نعمي من خلال كلماتها اليائسه السابقة؛ لأنها لم ترجع فارغة تماما لان راعوث المؤآبية كانت معها، وهي كانت لها خير “… مِنْ سَبْعَةِ بَنِينَ”. (را ٤ : ١٥) كما أنها كانت قد “سَمِعَتْ فِي بِلاَدِ مُوآبَ أَنَّ الرَّبَّ قَدِ افْتَقَدَ شَعْبَهُ لِيُعْطِيَهُمْ خُبْزًا. (را ١ : ٦) وكان وقت رجوعها هي وراعوث الى” بَيْتَ لَحْمٍ فِي ابْتِدَاءِ حَصَادِ الشَّعِيرِ.” (را ١ : ٢٢).
تتصاعد أحداث القصة، وتتعرف راعوث ببوعز ذو القرابة لنعمي في الحقل، ويتعامل معها بكل كرم (راعوث ٢) وبعد انتهاء فترة الحصاد، تجتهد نعمي وراعوث لتطبيق شريعة الولي كما جاء في (تث ٢٥: ٥_ ١٠) في (راعوث ٣) وبالفعل يحقق بوعز وعده لراعوث بالفداء في (راعوث ٤) وتتحول حالة نعمي بشكل جذري من حالة الحزن واليأس والاحباط والفراغ من خلال هذا الولي، الفادي؛ إلى حالة من الفرح والأمل والرجاء والشبع والامتلاء.
“فَأَخَذَ بُوعَزُ رَاعُوثَ امْرَأَةً وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَأَعْطَاهَا الرَّبُّ حَبَلاً فَوَلَدَتِ ابْنًا. فَقَالَتِ النِّسَاءُ لِنُعْمِي: “مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُعْدِمْكِ وَلِيًّا الْيَوْمَ لِكَيْ يُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ. وَيَكُونُ لَكِ لإِرْجَاعِ نَفْسٍ وَإِعَالَةِ شَيْبَتِكِ. لأَنَّ كَنَّتَكِ الَّتِي أَحَبَّتْكِ قَدْ وَلَدَتْهُ، وَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ سَبْعَةِ بَنِينَ”. فَأَخَذَتْ نُعْمِي الْوَلَدَ وَوَضَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا وَصَارَتْ لَهُ مُرَبِّيَةً.” (را ٤ : ١٣_ ١٦)
لقد تغيرت حالة نعمي وراعوث بشكل كامل من الحزن إلى الفرح، من اليأس والاحباط إلى الأمل والرجاء، من الفراغ إلى الإمتلاء، من خلال ارتباطهما بالولي، الفادي بوعز.
إن الفادي الأعظم الذي فدانا على الصليب يستطيع أن يخلصنا جميعا من حالة الحزن واليأس والاحباط والفراغ، التي نمر بها جميعا، في اي وقت واي مكان بمختلف شخصياتنا؛ وينقلنا إلى حالة الفرح والأمل والرجاء والامتلاء من خلال ارتباطنا به بعلاقة روحية عميقة، بعمل نعمته في قلوبنا بالروح القدس؛ فاطلب منه، واسمح له أن يغير قلبك ويعطيك قلبا جديدا لتختبر الشبع والامتلاء الحقيقي.

التوبة الكاذبة


“فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالَ لَهُمَا: “أَخْطَأْتُ هذِهِ الْمَرَّةَ. الرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ وَأَنَا وَشَعْبِي الأَشْرَارُ. صَلِّيَا إِلَى الرَّبِّ، وَكَفَى حُدُوثُ رُعُودِ اللهِ وَالْبَرَدُ، فَأُطْلِقَكُمْ وَلاَ تَعُودُوا تَلْبَثُونَ”. (خر ٩ :٢٧_ ٢٨)
قال فرعون هذه الكلمات بعد الضربة السابعة وهي ضربة البَرَد التي جاءت بعد ( ضربة تحويل الماء إلى دم، والضفادع، والبعوض، والذبان، والماشية، والدمامل) فهذه الضربة كانت قاسيه على فرعون والحاشية الملكية والشعب، لأن الرب طلب منه، من خلال موسى وهارون، أن يُطلق شعبه ليعبدوه في البرية، لكنه، رفض وقال: “مَنْ هُوَ الرَّبُّ حَتَّى أَسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَأُطْلِقَ إِسْرَائِيلَ؟ لاَ أَعْرِفُ الرَّبَّ، وَإِسْرَائِيلَ لاَ أُطْلِقُهُ”. (خر ٥ : ٢) ولم يكتفى بما قاله عن الرب و “أَمَرَ فِرْعَوْنُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مُسَخِّرِي الشَّعْبِ وَمُدَبِّرِيهِ قَائِلاً: “لاَ تَعُودُوا تُعْطُونَ الشَّعْبَ تِبْنًا لِصُنْعِ اللِّبْنِ كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. لِيَذْهَبُوا هُمْ وَيَجْمَعُوا تِبْنًا لأَنْفُسِهِمْ. وَمِقْدَارَ اللِّبْنِ الَّذِي كَانُوا يَصْنَعُونَهُ أَمْسِ، وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ تَجْعَلُونَ عَلَيْهِمْ. لاَ تَنْقُصُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُمْ مُتَكَاسِلُونَ، لِذلِكَ يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَذْبَحُ لإِلهِنَا. لِيُثَقَّلِ الْعَمَلُ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى يَشْتَغِلُوا بِهِ وَلاَ يَلْتَفِتُوا إِلَى كَلاَمِ الْكَذِبِ”. (خر ٥ :٦_ ٩)
ونظرًا لقساوة قلبه العنيد، وعدم خضوعه لكلام الرب “الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ”(خر ٦ : ٣) إنهالت عليه الضربات الإلهية بالتدريج من الأسهل للأصعب لكي يرجع عن عناده وقساوة قلبه، لكنه، رفض وأصرّ على موقفه، إلى أن ضُرِبَ بضربة البَرَد، فأعلن فرعون أنه قد أخطأ هو وشعبه، والرب هو البار؛ وطلب من موسى أن يصلي حتى تتوقف الضربة؛ لأنّ الرب كان قد أمر موسى ان يمد عصاه “فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، فَأَعْطَى الرَّبُّ رُعُودًا وَبَرَدًا، وَجَرَتْ نَارٌ عَلَى الأَرْضِ، وَأَمْطَرَ الرَّبُّ بَرَدًا عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. فَكَانَ بَرَدٌ، وَنَارٌ مُتَوَاصِلَةٌ فِي وَسَطِ الْبَرَدِ. شَيْءٌ عَظِيمٌ جِدًّا لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مُنْذُ صَارَتْ أُمَّةً. فَضَرَبَ الْبَرَدُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ جَمِيعَ مَا فِي الْحَقْلِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَضَرَبَ الْبَرَدُ جَمِيعَ عُشْبِ الْحَقْلِ وَكَسَّرَ جَمِيعَ شَجَرِ الْحَقْلِ.” (خر ٩ : ٢٣_ ٢٥).
لقد كانت الضربة قاسية جدا، لذلك قدم التوبة.
لم تكن توبة فرعون توبة صادقة، لكنها كانت توبة كاذبة وقد أدرك موسى ذلك، عندما طلب منه فرعون أن يُصلي لأجله لكي يرفع الضربة” فَقَالَ لَهُ مُوسَى: “عِنْدَ خُرُوجِي مِنَ الْمَدِينَةِ أَبْسِطُ يَدَيَّ إِلَى الرَّبِّ، فَتَنْقَطِعُ الرُّعُودُ وَلاَ يَكُونُ الْبَرَدُ أَيْضًا، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنَّ لِلرَّبِّ الأَرْضَ. وَأَمَّا أَنْتَ وَعَبِيدُكَ، فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَمْ تَخْشَوْا بَعْدُ مِنَ الرَّبِّ الإِلهِ”. (خر ٩ : ٢٩_ ٣٠).
“فَخَرَجَ مُوسَى مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى الرَّبِّ، فَانْقَطَعَتِ الرُّعُودُ وَالْبَرَدُ وَلَمْ يَنْصَبَّ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ. (خر ٩ : ٣٣) وما توقعه موسى قد حدث بالفعل؛ لأن “فِرْعَوْنُ لَمَّا رَأَى أَنَّ الْمَطَرَ وَالْبَرَدَ وَالرُّعُودَ انْقَطَعَتْ، عَادَ يُخْطِئُ وَأَغْلَظَ قَلْبَهُ هُوَ وَعَبِيدُهُ. فَاشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى.” (خر ٩ :٣٤_ ٣٥).
لقد كانت توبة فرعون توبة كاذبه، مرتبطة بظروف صعبه كان يمر بها، وبعد زوال الضربه رجع واستمر في عناده وقساوة قلبه؛ فجلب على نفسه وعلى الشعب ثلاثة ضربات آخرى.
ماذا عنا اليوم، هل نتمتع بالخضوع والطاعة لكلام الله؟ أم أن قلوبنا قاسية وعنيدة مثل قلب فرعون؟ هل نقدم توبة مزيفه، مؤقته في الأوقات الصعبه فقط، وعندما يرفعها الله نعود مثلما كنا؟ أم أن قلوبنا مستقيمة أمام الله ومخلصة له في كل الأوقات، الصعبة منها والسهلة؟ أدعونا جميعًا لفحص قلوبنا بكل أمانة أمام الله.

إعلان نور الحق


“ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:”هَلْ يُؤْتَى بِسِرَاجٍ لِيُوضَعَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ أَوْ تَحْتَ السَّرِيرِ؟ أَلَيْسَ لِيُوضَعَ عَلَى الْمَنَارَةِ؟” (مر ٤ : ٢١)
السراج هنا هو نور الكلمة التي علَّمها لنا السيد المسيح في كتابه المقدس، وكما انه ليس من الطبيعي أن نخبئ النور تحت الكيال؛ كذلك لا يجب إخفاء نور كلام الله، بل نُعلنه حتى يُنير للآخرين كما أنار لنا وفينا.
“لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ صَارَ مَكْتُومًا إِلاَّ لِيُعْلَنَ.” (مر ٤ : ٢٢)
إن النور هو الحق، والحق لديه القوة للإعلان عن نفسه مهما كانت التحديات أمامه، قال أحدهم “ليس في مقدورك أن تقتل الحق، أو تسجن الحق” قد تستهزئ بالحق، أو تستطيع أن تخفيه أو تعطله لبعض الوقت، لكن مع الوقت سيعلن الحق نفسه، ويحطم معانديه، فليتأكد كل إنسان أنه لا يُحارب الحق”.
إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ” (مر ٤ : ٢٣)
إن السيد المسيح يعلمنا أهمية الاستماع لكلام الحق والانتباه له، والعمل به. فهل تُصغي لكلام الله؟ هل تقرأ كتابك المقدس؟ هل تسمح لنور الحق ان يُغير أفكارك؟ هل تُعلن الحق في كلامك؟
“طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ.” (رؤ ١ : ٣)

عرش الرحمة والغضب الالهي


“وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. (رؤ ٤ : ٣)
يذكر الرسول يوحنا كاتب سفر الرؤيا في وصفه للعرش الالهي العظيم في (رؤيا ٤) قوس قزح الذي يحيط بالعرش، ويأتي ذكره أيضا في مواصفات الملاك القوي العظيم الذي رآه يوحنا نازلا من السماء في (رؤيا ١٠: ١) “ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ، مُتَسَرْبِلاً بِسَحَابَةٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ قَوْسُ قُزَحَ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَرِجْلاَهُ كَعَمُودَيْ نَارٍ”. وهنا يعلن لنا الله رحمته المتاحة حتى الآن؛ لكل إنسان على وجه الأرض، والتكرار هنا للتأكيد على رحمة الله المتاحه لكل من يطلبها، قبل فوات الأوان.
إن قوس قزح في السماء أيضا يذكرنا بنوح والطوفان في سفر التكوين (تك ٩: ٨_ ١٧) وكان قوس قزح علامة العهد بين الله ونوح لكي لا يجلب الطوفان مرة أخرى لإهلاك البشر على الارض فيقول الله “وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ.” (تك ٩ : ١٣).
إن قوس قزح يعلن رحمة الله لكل البشر، عندما يظهر في السحاب، وما اروع وجوده حول العرش الالهي في السماء انها رساله مطمئة لكل شخص يطلب رحمة الله فرحمة الله هي كل يوم (مز ٥٢: ١) كما أن “الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. (مز ١٠٣ : ٨) وهو” الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ.” (مز ١٠٣ : ٤). فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ. (عب ٤ : ١٦)
إن رحمة الله متاحه حتى الآن لكل من يطلبها؛ لانه ستاتي ساعة الغضب الإلهي الرهيبه التي ستكون صعبة الاحتمال لكل من رفض رحمته؛ فبعد فتح الختم السادس (رؤيا ٦: ١٢_ ١٧) حيث يذكر جزءا مما سيحدث للاشرار الذين رفضوا رحمة الله “… وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَالْعُظَمَاءُ وَالأَغْنِيَاءُ وَالأُمَرَاءُ وَالأَقْوِيَاءُ وَكُلُّ عَبْدٍ وَكُلُّ حُرّ، أَخْفَوْا أَنْفُسَهُمْ فِي الْمَغَايِرِ وَفِي صُخُورِ الْجِبَالِ، وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ:”اسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْخَرُوفِ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ؟”.” (رؤ ٦ : ١٥_ ١٧)
لك القرار في الاختيار بين التوبة والرجوع لله من كل قلبك الآن، إما مواجهة الغضب الإلهي يوم الغضب العظيم؛ ماذا تختار/ تختاري؟

نجاة من الغرق في الانهار


لا تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. ٢إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ…… ٣لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، مُخَلِّصُكَ. (اش ٤٣: ١_ ٣)
الانهار والمياه هنا إشارة الي المضايقات والآمات والاضطهادات التي يواجهها المؤمن في حياته اليوميه، ولكن شكرا لله لانه يعيننا ولا يترك أولاده المؤمنين الاتقياء في كل مكان وزمان.
وكما ساعد الرب المرأة التي ولدت الابن المخلص في سفر الرؤيا ١٢ بأن فتحت الأرض فمها وابتلعت النهر. “فَأَعَانَتِ الأَرْضُ الْمَرْأَةَ، وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَمَهَا وَابْتَلَعَتِ النَّهْرَ الَّذِي أَلْقَاهُ التِّنِّينُ مِنْ فَمِهِ. (رؤ ١٢ : ١٦)
هكذا يفعل معنا الله ويقدم لنا المعونة والسندة في حينها.
تمسك بالرب واطلبه بكل قلبك فهو خير المعين؛ تقول كلمة الله “يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ.مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي”. (مز ٩١ : ١٥_ ١٦)
يومك مبارك مليان بالمعونة الإلهية.

 

القس/ زاهر لطفي إبراهيم.
ولد بقرية بهيج، أسيوط ١٩٨٠م.
تخرج من كلية الهندسة جامعة أسيوط ٢٠٠٣م.
تخرج من كلية اللاهوت الإنجيلية المشيخية بالقاهرة ٢٠١٤م.
حاليا يرعى الكنيسة الإنجيلية بقرية جحدم أسيوط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *