
إعداد
مجلس الإعلام والنشر
إعداد ومراجعة
فاتن صفوت، جورج اسحق
تاريخ الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر في الحقبة الزمنية من عام 1850م إلى عام 1880م
لم تبدأ رسالة وتاريخ الكنيسة الإنجيلية عام 1854، لكنها موجودة حتى قبل مرقس الرسول وبدأت بمن عادوا من احتفال يوم الخمسين، وجاءت الكنيسة الإنجيلية المشيخية ليس لتبدأ كنيسة بل لتنعش الكنيسة المصرية القائمة منذ بدء التاريخ المسيحي.
كانت الكنيسة القبطية في مصر منحصرة في ظروفها المحلية الإقليمية، إلى أن جاءت الإرساليات المسيحية من الغرب، وبخاصة من أوروبا ثم من أمريكا، دخلت عدة إرساليات ومن بينها الكنيسة المشيخية PCUSA لتبدأ خدمتها من خلال التعليم وفتح الكتاب المقدس باللغة العربية أمام عامة الشعب كما اعتمدت النظام الديمقراطي في إدارة الكنيسة المحلية من خلال شيوخ الكنيسة بالاشتراك مع الراعي ومن هنا جاء اسمها الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر.
في هذا القسم سوف نتحدث عن تاريخ الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر عبر العصور والسنوات المختلفة.
أولاً: الأحداث الرئيسية وتشمل الآتي:
السياق التاريخيّ والثقافيّ والاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ
السياق السياسيّ
كانت مصر -آنذاك- ولاية تابعة للإمبراطوريّة العثمانيّة التي دَبَّ الضعف بها؛ فاستطاع الولاة -الذين عينتهم- الإمبراطوريّة العثمانيّة الاستقلال بولاياتهم. وكان محمد على قد عُيِّن قبلها واليًا على مصر.
منذ بداية ولايته نحو 1805م أتبع محمد علي سياسة تسامح دينيّ واضحة؛ فألغى القيود المفروضة على زيّ الأقباط، وعلى ممارساتهم الدينيّة، وأوجد مُناخًا مواتيًا لدخول الفِرنج لمصر.
جاء الوالي محمد سعيد باشا (1854م-1863م) فأكمل مسيرة محمد علي الانفتاحيّة، ووفدت –في عهده- إلى مصر أعداد كبيرة من الأجانب، منذ عام 1854م؛ مما ساعد في تسهيل دخول المُرسلين الأجانب إلى مصر.
لقد أتاحت سياسة محمد علي وأولاده قسطًا من الديمُقراطيّة، لكن الشعب المصري لم يكن مستعدًا لاستغلال هذه الفرصة والاستفادة منها؛ نظرًا للطابع المُحافظ الذي تميزت به الثقافة من ناحية، والتوجهات الدينيّة المصريّة من ناحية أخري.
في عهد إسماعيل، (1863- 1879م) ، واجه عمل الإرساليّة الأميريكيّة مُقاومة أكبر مما حدث في عهد سعيد؛ حيث بدأ الحكام المحليون في الصعيد بدعم من الحكومة المركزيّة في القاهرة، في رفض استخراج تراخيص للإنجيليين لبناء الكنائس.
السياق الاجتماعيّ
تغيَّرت التركيبة الاجتماعية بسبب إتاحه الفرصة للدراسة في الخارج، خاصةً الانتقال من القُرى إلى الحَضَر؛ وهكذا ظهرت طبقة وسطى جديدة، لم تكن من كبار المُلَّاك، لكنها تكونت أساسًا من المثقَّفين. وقد ساعدت الدولة بإرسالها المبعوثين للتدريب على الطباعة، واستيرادها أول آلات الطباعة في الشرق الأوسط لمصر؛ على نشر المعارف ودعم المثقفين بطباعة الكتب والصحف؛ ومكَّنتهُم أيضًا من التغلغُل في الحياة السياسيّة على أساس “دولة حديثة” وليس على أساس “عرقيّ” (فرنسيّ-شاميّ-يونانيّ-مغربيّ) ولا على أساس طائفيّ (حارة الصاغة- حارة النحاسيّن- حارة السقاييّن).
السياق الدينيّ
غَلَب على مصر الطابع المُحافظ فالمسلمون من السُّنة، والمسيحيون من الأرثوذكس قد تمسَّكوا بالخط المُحافظ، وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد أغلقت على نفسها منذ القرن الرابع الميلادي، إبان مجمع نيقية؛ فلم تحتك بأيٍ من المسيحيين خارج طائفتها. أما المسلمون فقد تأرجحوا بين الانتصار لتيار القوميّة العربيّة الناشئ وبين التمسُك بالسلطنة العثمانية خاصة في مواجهة الاستعمار.
تاريخ الكنيسة الإنجيليّة فى هذا العقد
بدأت جمعية الكتاب المقدس الأمريكيّة عملها نحو عام 1836م عملها بمجىء س. هـ كالهون إلى مصر، وهو أول مُرسل لمنطقة الشرق الأوسط.
قرَّر السنودس العام للكنيسة المشيخية المُصلحة في شمال أمريكا عام 1853م إرسال بعض المُرسلين من سوريا إلى مصر وكان القس توماس ماكيج أول من لبى القرار.
وفي عام 1854م وصلت الإرساليّة المشيخيّة إلى مصر وبدأ عملها.
في عام 1855م أُقيمت أول خدمة دينيّة باللغة الانجليزيّة، ثم أول خدمة باللغة العربية في شهر يناير1855م، كما افتُتحت أول مدرسة للبنين تحت إدارة الإرساليّة فى بيت الإرساليّة بالقاهرة، وكانت تضم -وقتها- خمسة من الصبيان.
عام 1859م، مُورست فريضة العشاء الربانيّ باللغة العربيّة لأول مرة بالقاهرة، وتم قبول أربعة أشخاص
في شركة الكنيسة ليصبحوا أول أعضاء بها. هم الأب ميخائيل البليني، وقد كان راهبًا قبطيًا، والأرمينيّ ميناس چاكوب، والمصري عوض حنا، وشخص سوري يُدعى نَصر.
عام1860م تشكَّل أول مجمع للكنيسة المشيخية بمصر، وضم ثلاثة من القساوسة (وفي نفس السنة انضم إليهم القس يوحنا هوج المُرسل الأمريكي.
اختار الدكتور إندراوس واطسن هذا العام ليكون سنة نشر الكتاب المقدس، وهي السنة التي توافِق السنة الخامِسة لعمل الإرساليّة الأمريكية.
في شركة الكنيسة ليصبحوا أول أعضاء بها. هم الأب ميخائيل البليني، وقد كان راهبًا قبطيًا، والأرمينيّ ميناس چاكوب، والمصري عوض حنا، وشخص سوري يُدعى نَصر.
عام1860م تشكَّل أول مجمع للكنيسة المشيخية بمصر، وضم ثلاثة من القساوسة (وفي نفس السنة انضم إليهم القس يوحنا هوج المُرسل الأمريكي.
تأسست أول كنيسة إنجيليّة في مصر، بمقر الإرساليّة الأول بدرب الجنينة بحي الموسكى بالقاهرة، وكان عدد الأعضاءالذين قَبِلتهم الكنيسة أربعة أعضاء.
اُفتُتحت أول مدرسة للبنات، ضمت إليها عشرين بنتًا.
عام 1861م افتُتحت ثانى مدرسة للبنات فى حي الأزبكيّة، وضمت -آنذاك- ثمانية من البنات.
عام 1863م اُنتُخِبَت أول مجموعة من الشيوخ والشمامسة، وسيّموا –فيما بعد- لخدمة الكنيسة المشيخيّة بالأزبكيّة.
أصبحت كنيسة الأزبكيّة أول كنيسة إنجيلية نظمت بمصر.
في 15 فبراير من هذا العام، قرر المجمع المشيخيّ المصريّ إنشاء مدرسة لاهوتيّة إنجيليّة وافتُتِحَت فصول لاهوتيّة مسائيّة غير منتظمة لإعداد كارزين ورعاة وطنيين، يمكنهم تأسيس كنيسة وطنيّة قويّة، كما شجعوا على ترجمة وطباعة مواد لاهوتيّة باللغة العربيّة.
في شركة الكنيسة ليصبحوا أول أعضاء بها. هم الأب ميخائيل البليني، وقد كان راهبًا قبطيًا، والأرمينيّ ميناس چاكوب، والمصري عوض حنا، وشخص سوري يُدعى نَصر.
عام1860م تشكَّل أول مجمع للكنيسة المشيخية بمصر، وضم ثلاثة من القساوسة (وفي نفس السنة انضم إليهم القس يوحنا هوج المُرسل الأمريكي.
تأسست أول كنيسة إنجيليّة في مصر، بمقر الإرساليّة الأول بدرب الجنينة بحي الموسكى بالقاهرة، وكان عدد الأعضاءالذين قَبِلتهم الكنيسة أربعة أعضاء.
عام 1864م افتُتِح ما عُرف بصف اللاهوت، في عوّامة د. يوحنا هوج، وقد واظب على الدراسة بها طالبان هما: تادرس يوسف وإبراهيم يوسف
في 26 سبتمبر 1864م اُفتُتِحَ فصل التعليم اللاهوتي بالقاهرة، وضم إليه إحدى عشر طالبًا كان من بينهم أربعة كهنة من الأقباط.
عام 1865م افتتح الدكتور يوحنا هوج مدرسة للبنات عقب وصوله إلى مصر، وهكذا بدأت أول مدرسة في الصعيد لتعليم البنات.
عام 1869م ، أسس ويصا وحنا بقطر مدرسة اخوان ويصا بأسيوط.
عام 1870م، أسس الشيخ جرجس بشتلي مدرسة في أخميم ،كان عدد تلاميذها خمسة وأربعين تلميذًا.
وفي ذات العام أيضًا، انفصلت الإرساليّة الأمريكيّة رسميًا عن الكنيسة الإنجيليّة المصريّة، وكُتب دستورًا يشمل مبادىء نظام الكنيسة.
عام 1871م، احتفلت مدرسة اللاهوت بتخرج أول اثنين من خريجيها، وهما تادرس يوسف، وإبراهيم يوسف، اللذان سُيّما قسيسين فيما بعد.
1876م أسَّست عائلة خياط مدرسة الخياط الواصفيّة.
في 26 سبتمبر 1864م اُفتُتِحَ فصل التعليم اللاهوتي بالقاهرة، وضم إليه إحدى عشر طابًا كان من بينهم أربعة كهنة من الأقباط.
عام 1865م افتتح الدكتور يوحنا هوج مدرسة للبنات عقب وصوله إلى مصر، وهكذا بدأت أول مدرسة في الصعيد لتعليم البنات.
ثانياً: الشخصيات المؤثرة فى تاريخ الكنيسة الإنجيلية في هذا العقد
1854م وصول الإرساليّة المشيخية إلى مصر.
1860م سيامة القس يوحنا هوج، قسًا كارزًا، وتوفي عام 1886م.
1871م تمت سيامة أول راع انجيلي مصري، القس تادرس يوسف، راعٍ لكنيسة النخيلة بأسيوط، الذي التحق بأول صفٍ تخرج في مدرسة اللاهوت و تولى القس تادرس سكرتارية أول مجمع مشيخيّ مصريّ.
1876م تم تنصيب القس شنودة حنا راعيًا، وبسيامته صار في مصر أربعة من القساوسة وهم: جرجس عبيد، وإسكاروس مسعود، وجرجس رؤفائيل، وشنودة حنا.
1877م أسس ميخائيل عبد السيد صحيفة الوطن الإسبوعيّة.
ثالثاً: الأنشطة المؤثرة في تاريخ الكنيسة الإنجيلية في هذا العِقد
التعليم
دائماً ما يرتبط العمل المُرسليّ بإنشاء المدارس (والمستشفيات)، لتعليم البنين والبنات. وقد أنشأت الإرساليّة الأمريكيّة أول مدرسة للبنين في القاهرة عام 1855م، وأول مدرسة للبنات في حارة السقايين عام 1860م؛ واستمر إنشاء المدراس في أماكن أخرى عديدة، سواء في القاهرة أو خارج القاهرة، حتى وصل عددهم عام 1896م إلى مئة وثمانية وستين مدرسة (ثلاثة وثلاثين للبنين، وخمسة وثلاثين للبنات)، وبلغ عدد تلاميذ تلك المدراس حواليّ إحدى عشر ألف تلميذًا وتلميذة.
انتشر العمل التهذيبيّ في كل أنحاء مصر، فكانت المدرسة تسبق الكنيسة أحيانًا. وبحسب محاضر السنودس كان عدد مدارس القرية مئتي وثلاثة مدرسة عام 1898م.
فتحت مدارس الإرساليّة أبوابها لكل المصريين دون تمييز من جهة الدين أو المذهب، وأسست مدارسًا ذات سمعة عالية في العلم والأخلاق.
الخدمة الطبيّة
اهتمت الكنيسة الإنجيليّة بالخدمة الطبيّة منذ عام 1868م في أسيوط بعيادة صغيرة، إلى جانب ممارسة هذه الخدمة بالمنازل والقرى المحيطة؛ وكان الراعي يتدرَّب على الإسعافات الأولية ويحتفظ ببعض الأدوية الضرورية للقرية مثل أمصال لدغة العقرب أو الثعبان، وأدوية لعلاج الحروق.
تطورت الخدمة الطبيِّة لتصبح متخصِّصة ومنتظِمة. ففي أسيوط قام د. جوهانسون بافتتاح وإدارة عيادة صغيرة عام 1886م وتحرّك منها إلى القرى المحيطة بها. و في عام 1869م بدأت خدمة مستشفى طنطا.
رابعاً: احصائيات
أنشأت الإرساليّة الأمريكيّة أول مدرسة للبنين في القاهرة عام 1855م، وأول مدرسة للبنات في حارة السقايين عام 1860م. واستمر إنشاء المدراس في أماكن عديدة، سواء في القاهرة أو خارج القاهرة، حتى وصل عددهم سنة 1896م إلى مئة وثمانية وستين مدرسة (ثلاثة وثلاثين للبنين، وخمسة وثلاثين للبنات)، وبلغ عدد تلاميذ تلك المدراس حوالي إحدى عشر ألف تلميذًا وتلميذة.
أسست الإرساليات الأمريكانيّة مئة وأربعة وأربعين مدرسة للبنين ، وتسعة وستين مدرسة للبنات.
ازداد عدد المُرسلين من ثلاثة عام 1854م إلى اثنين وعشرين عام 1879م. وبلغ نحو تسعين مُرسل عام 1904م.
نصف عضوية الكنيسة الإنجيليّة كانت فى مجمع أسيوط، أما فى القاهرة فكان هناك أقل من مئتين وخمسين عضوًا.
بلغ عدد أعضاء الكنائس المشيخيّة في مصر ستة آلاف عضوًا (الجاولى مجمع أسيوط، سنورس بالفيوم، وطنطا بالدلتا).
اهتمت الكنيسة الإنجيليّة بالخدمة الطبيّة منذ عام 1868م في أسيوط بعيادة صغيرة، إلى جانب ممارسة هذه الخدمة بالمنازل والقرى المحيطة. وكان الراعي يتدرَّب على الإسعافات الأوليّة ويحتفظ ببعض الأدويّة الضروريّة للقرية مثل أمصال لدغة العقرب أو الثعبان، وأدوية لمعالجة الحروق.
تطورت الخدمة الطبيِّة لتصبح متخصِّصة ومنتظِمة. ففي أسيوط قام د. جوهانسون بفتح وإدارة عيادة صغيرة عام 1886م وتحرّك منها إلى القرى المحيطة بها. ثم بدأت خدمة مستشفى طنطا 1869م.
في عام 1864م تم توزيع عشرة آلاف ومئتين وثمانية وخمسين نسخة من الكتاب المقدس”ڨان دايك” والمعروفة باسم إنجيل بيروت.
خامساً: تشريعات وقوانين
عام 1872م، تحولت لغة تسجيل محاضر جلسات المجمع الإنجيليّ المشيخيّ المصريّ إلى اللغة العربيّة منذ ذلك التاريخ، بينما كانت باللغة الإنجيليزية منذ تأسيس المجمع عام 1860م.
المراجع
- أديب نجيب سلامة، الإنجيلين والعمل الوطني-دراسة توثيقية، القاهرة: دار الثقافة. 1993.
- تاريخ الكنيسة الإنجيلية في مصر، القاهرة: دار الثقافة. 1982
- إميل زكي وفنيس نقولا، الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر-البدايات والتفاعل والتطور، القاهرة: دار الثقافة.2015.
- سهيل سعود، العقائد الإنجيلية من أفواه المصلحين، القاهرة: دار
- الثقافة. 2019.
تاريخ الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر في الحقبة الزمنية من عام 1880م إلى عام 1900م
الأحداث الرئيسية وتشمل الآتي:
السياق التاريخيّ والثقافيّ والاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ
السياق السياسيّ
بعد عقدين من الغزو البريطاني لمصر عام 1882 ازداد التدخل الأجنبي الاقتصادي والسياسي، واقترض الخديوي اسماعيل من البنوك الأوربية بغرض تحديث مصر وبين 1882-1918 شعر المرسلون بوجود حركة دينية، إلا أن التحول للمسيحية كان نادر الحدوث حيث سجل أندرو وطسن أن الاعداد التي كانت تأتى من الكنيسة القبطية في الصعيد. فطبقًا لتعداد الحكومة عام 1907 كانت مدن مثل أبو تيج وملوى وهور والنخيلة قد شهدت نموًا ملحوظًا لعدد الإنجيليين. وشهدت قرية قلندول مثلاًنمواً مؤثرًا ففي عام 1907، كان هناك حوالي 453 بروتستانتيًا مقابل 853 ارثوذكسي من تعداد القرية الكلي وهو 3906.
ساعد تأثر المُثقفين فى مصر بتحولات عصر النهضة، على اتساع المجتمع وخصوصًا الطبقة الوسطى المُثقفة لقبول أفكار وتوجهات الفكر المُصلَح، والتعاون مع الكيان الكنسيّ فى بناء مجتمع منفتح، مُتكاتف، يحترم تمايز السلوكيات الإنجيليّة سواء فى مفردات الكلام (دون قَسَمٍ) أو في أسلوب التعامل (الصدق والأمانة) أو في احترام المباديء المُتفق عليها فى الوسط الإنجيليّ (مثل تكريس العشور، وحفظ يوم الرب).
كان مَبعوثوا محمد علي إلى فرنسا هُم الذين مهدوا الطريق لفتح مدارس تساير المناهج الغربيّة، فبدأت أول مدرسة فى الإسكندرية؛ وهنا فكر المُرسلون فى افتتاح المزيد من المدارس.
أُلغيَت الجِزيَّة المفروضة على الأقپاط، وبهذا أزيلت آخر العقبات في المساواة بين المسلمين والأقباط.
في عام 1855م، بدأت مسيرة الأقباط في المشاركة الوطنيّة؛ وفي ضوء ذلك القرار، رأى سعيد پاشا ضرورة قبول الاقباط في الجيش وتطبيق قانون الخدمة العسكريّة وتعيين حاكم قپطي للسودان بهدف الاعتماد على الكفاءات.
قطع الخديوي اسماعيل مع الأقپاط خطوات ثابتة فى مسيرة المشاركة الوطنية، ويمثل عام 1866م نقطة انطلاقٍ فى مسيرة الحركة الوطنيّة المصريّة نحو الحياة النيابيّة فى مصر؛ فتكوَّن مجلس شورى النواب الأول من خمسة وسبعين عضوًا، بينهم ثلاثة أعضاء من المسيحيين، ومجلس شورى النواب الثاني 1870م من خمسة وسبعين عضوًا -أيضًا- من بينهم إثنين من المسيحيين، ويهوديّ 1876م إختير ثلاثة أعضاء من المسيحيين.
في عهد الخديوي اسماعيل (1863- 1879) واجه عمل الإرساليّة الأمريكيّة مقاومة أكثر مما حدث في عهد سعيد پاشا. فلقد بدأ الحكام المحليون في الصعيد بدعم من الحكومة المركزيّة في القاهرة، في رفض منح تراخيص بناء الكنائس للإنجليين.
عام 1879م، تم تشكيل الحزب الوطنيّ الأهليّ برئاسة أحمد عُرابي، ووضع البرنامج كل من الإمام محمد عبده ولويس صابونجيّ. وتقديرًا من الزعيم أحمد عُرابي لوطنيّة الأقپاط، طلب من الخديوي توفيق منح رتبة الباشاويّة للأقپاط؛ وبناءً عليه منح الخديوي رتبة الباشاوّية لبطرس غالي عام 1880م.
السياق الاجتماعيّ
اعتبرت الكنيسة العبوديّة كتمييز، شرًا وظلمًا لا يمكن التماهي معه؛ فتم تحريم شراء العبيد والإماء، ونظرًا لتعذر إعادتهم لأسرهم، أصبحت الكنيسة هي المسؤلة عن تربيتهم وتعليمهم، وعلى سادتهم يقع التأديب لمخالفتهم قرار الكنيسة؛ وقد كان أول من آمن بالرّب آنذاك -بعد أن قادت الكنيسة الإنجيليّة تلك الحركة عام 1866م– كان عبدًا مُحرَرًا.
اتسعت خدمة الاهتمام بالمرأة وتدريبها على كافة المستويات، التي بدأتها زوجات المُرسلين بصورة ضخمة، إلى الحد الذى تطلَّب الأمر معه وجود مُرسلات متخصصات لهذه الخدمة.
نما عدد المُرسلات حتى وصل إلى تسع نساء خادمات عام 1895م. واُطلق عليهن “نساء الكتاب المقدّس”.
اُنشيء فصلًا للتعليم اللاهوتيّ، وانقسم إلى تدريبٍ نظريٍّ في الصف، وعمَليٍّ في حقول الخدمة.
تأسست كليات للبنات في القاهرة وأسيوط، لتدريب المدرسات للعمل في مدارس الإرساليّة.
السياق الدينيّ
في تلك الفترة، نما وجود الكنيسة المشيخيّة، واتسع العمل الأنجيليّ فى مصر، وظهر تأثيره على المجتمع المصريّ في مختلف النواحي السياسيّة والاجتماعيّة.
كما زاد أيضًا امتداد خدمة الكنيسة المشيخية المصريّة بين الأقطار العربيّة، سواء بتدريب قيادات من تلك البلاد، أو بإرسال قساوسة للعمل هناك؛ كما صار للكنيسة خُدَّامًا فى بلاد المهجر فى الغرب.
ظهر التأكيد على العلاقات المسكونيّة، داخليًا بمشاركة مجلس كنائس الشرق الأوسط، والكنائس الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة بمصر، وقيادات الدولة وممثلي الأزهر ووزارة الأوقاف؛ وخارجيًا شارك عدد من الكنائس الغربيّة مثل: الكنيسة المشيخيّة بأمريكا، وكنيسة اسكتلندا، وغيرهما.
اهتمت الكنيسة بدراسة الإسلام، وكانت في أغلب -تلك الدراسات- موضوعيّة، وفي بعضٍ منها جَدَليّة؛ كما شاركت فى برامج للحوارات المسيحيّة-الإسلاميّة في مواقع مختلفة في الداخل والخارج.
ظهر التيار الكاريزماتىّ كنتاج للضغوط النفسيّة، والحاجة إلى الهرب إلى الغيبيات، أو تفريغ الطاقات المكبوتة؛ وهنا رأت الكنيسة أن تكتب لاهوتًا مشيخيًا، مصريًا، مُعاصرًا.
تاريخ الكنيسة الإنجيليّة فى هذا العقد
نظر المجمع المشيخيّ المصريّ فى الكنيسة الإنجيليّة بسنورس فى 7 فبراير 1898م، فى أمر اتساع العمل الإنجيليّ فى مختلف جهات مصر، وتعذر إدارة شئون كل الكنائس بمصر من خلال مجمع واحد.
مُورست أول فريضة للعشاء الربانيّ باللغة العربيّة بالقاهرة عام 1859م، قُبِلَ أربعة أشخاص في شركة الكنيسة ليصبحوا أول أعضاء بها، وهُم: الأب ميخائيل البلّينيّ، وكان راهبًا قپطيًا، والأرمينيّ ميناس چاكوب، والمصريّ عوض حنا، وشخص سُوريّ يُدعى نَصر.
عام1860م، تشكل مجمع مشيخيّ، مصرىّ، رسميّ بموافقة الكنيسة المشيخيّة المتحدة بأمريكا الشماليّة. التأم المجمع في مقر الإرساليّة في القاهرة.
عام 1895م، تم رسامة وتنصيب القس صالح حناالله بكنيسة حارة السقايين.
عام 1898م، تم تقسيم المجمع المشيخيّ بالكنيسة الإنجيليّة، على الوجه التالي:
المجمع الأول: مجمع الوجه البحريّ، ويشمل الدلتا والقاهرة.
المجمع الثانى: يبدأ من مديريّة بني سويف شمالاً، إلى آخر حدود مديريّة المنيا جنوبًا، ويشمل مديريات الفيوم، وبني سويف، والمنيا، وهو”مجمع مشيخة الأقاليم الوسطى”.
المجمع الثالث: يشمل مديرية أسيوط شمالاً، وينتهي بآخر حدودها جنوبًا، وهو “مجمع مشيخة أسيوط”.
المجمع الرابع: يبدأ من حدود جرجا إلى آخر حدود مصر جنوبًا، وهو “مجمع مشيخة الأقاليم العليا”.
وأضيف مجمع السودان كمجمع خامس، واستمر كجزءٍ من السنودس، حتى انفصل عام 1965م.
تقرر أن تُشكل المجامع الأربعة ، وأن يُشكل السنودس فى 11 مايو، برئاسة الدكتور واطسن.
عام 1880م، منح الخديوي توفيق رتبة الباشاوية لبطرس غالي.
عام 1882م، استكمل موزع الكتاب المقدّس زيارته للسودان، حيث كان يقوم ببيع الكتب مع الإرساليّة الأمريكيّة، مما فتح عيون الإرساليّة على احتياجات السودان والفُرص المتاحة للعمل المُرسليّ.
1899 اختير القس الدكتور أندراوس واطسن كأول رئيس لسنودس النيل الإنجيليّ فى اجتماعه بمدينة أسيوط فى الكنيسة الإنجيليّة.
واختير القس شحاته عويضة كأول سكرتير لسنودس النيل فى دورتة الأولى المنعقدة فى أسيوط .
قرر السنودس تحريم شراء العبيد والإماء، ونظرًا لعدم إمكانية إعادتهم لمن باعوهم، فإن الكنيسة تصير مسؤلة عن تربيتهم وتعليمهم، وعلى سادتهم يقع التأديب لمخالفتهم قرار الكنيسة.
الشخصيات المؤثرة في تاريخ الكنيسة في هذا العقد
القس الدكتور أندراوس واطسون، أول رئيس لسنودس النيل الإنجيليّ، فى اجتماعه بمدينة أسيوط، في الكنيسة الإنجيليّة بتاريخ 11 مايو 1899م.
القس شحاته عويضة، أول سكرتير لسنودس النيل فى دورته المنعقدة بأسيوط عام 1899م.
القس غبريال ميخائيل الضبع، أول مدير وطنيّ لكليّة اللاهوت، وقد خلفه فى إدارة الكليّة الدكتور القس غبريال رزق الله، ثم الدكتور القس لبيب مشرقي، والقس إلياس مقار، ثم القس باقي صدقة، فالدكتور القس ألبير استيرو، ومن بعده الدكتور القس إكرام لمعي، ثم الدكتور القس مكرم نجيب، ثم الدكتور القس عاطف مهني؛ وأما المدير الحالي للكلية فهو الدكتور القس هاني يوسف.
بدأ الخدمة الطبيّة الدكتور جوهانزتون في أسيوط بإفتتاحه عيادة صغيرة، تحرك منها إلى القُرى المحيطة بأسيوط لزيارة المرضى فى منازلهم.
أسس أخنوخ فانوس روفائيل جمعية خيريّة في أسيوط لمساعدة منكوبي الأزمة الاقتصاديّة، ونقص المواد الغذائيّة؛ وانتُخب نائبًا عن أبنوب عام 1883م، وعمل بالمحاماة أمام المحاكم الأهليّة عام 1884م. كذلك أسس -أيضًا- مدرستين إحداهما للبنين والأخرى للبنات. وكان له دورًا مميزًا في إنشاء جامعة الملك فؤاد “جامعة القاهرة”، حيث كان أحد أعضائها مع سعد زغلول وحفني ناصف وقاسم أمين عام 1906م؛ وانتُخب عام 1902م وكيلًا للطائفة الإنجيليّة بمصر والسودان، ورئيسًا للمجلس المليّ العام؛ وظل فى هذا المنصب حتى عام 1911م.
الأنشطة المؤثرة في تاريخ الكنيسة في هذا العِقد
إقامة مشروع الاستقلال الماليّ، والذى قدمت فيه الأسر الميسورة عُشر أراضيها، لتكون وقفًا لبناء الكنائس أو المدارس، أو إنفاقًا على الفقراء فى بداية التسعينات من القرن الماضي.
شارك القس صموئيل حبيب، رئيس الهيئة القپطيّة الإنجيليّة للخدمات الاجتماعيّة، فى المؤتمر الإسلاميّ، وزار شيخ الأزهر الكنائس الإنجيليّة والجوامع بالولايات المتحدة؛ وساعد منتدى الحوار المسيحيّ- الإسلاميّ على تقارب المفكرين من الجانبين.
اهتمت الكنيسة الإنجيليّة بإقامة المصايف والمؤتمرات لخدمة الشباب وقضاياهم؛ فشجع هذا الكنيسة الأرثوذكسيّة أن تُقيم أسقفيّة خاصة بالشباب.
أسَّس الشيخ ميخائيل فلتس مدرسة للبنين عام 1890م في صنبو، وأخرى للبنات عام 1900م.
ارتبط العمل الإنجيليّ في مصر العليا باسم الشيخ فام اسطفانوس وهو من أوائل العلمانيين الذين رحبوا بالخدمة الإنجيليّة في مصر؛ وكان يتجول بين قرى الصعيد على حماره بعد أن فقد بصره.
انتشر العمل التهذيبيّ في كل أنحاء مصر، فكانت المدرسة تسبق الكنيسة أحيانًا؛ وبحسب محاضر السنودس بلغ عدد مدارس القريّة عام 1898م نحو مئتين وثلاثة مدرسة.
فتحت مدارس الإرساليّة أبوابها لكل المصريين دون تمييز من جهة الدين أو المذهب، وتأسست مدارس ذات سمعة طيبة، في العلم والأخلاق.
دخلت تنمية المهارات المهنيّة للارتقاء بالقرية على نظم الإدارة الديمقراطيّة، وما إلى ذلك من البرامج التنمويّة. ومن بين أساليب التنمية، كان برنامج محو الأميّة وتثقيف فلاحي القرية في مختلف الجوانب.
امتد تآثير الكنيسة العلميّ بالاهتمام بفكر الإنسان وعقله وثقافته، فاهتمت بإنشاء المدارس والكليات سواء للبنين أو البنات فى أرجاء البلاد؛ ففتحت أبواب المدارس والكليات أمام الكثيرين من طالبي العلم.
لاهوت التنميّة نال قِسطًا بالغًا من اهتمام الكنيسة فى مختلف مراحلها؛ حتى تصوَّر فى صياغة متكاملة في كتابات وأعمال الدكتور القس صموئيل حبيب.
الخدمة الطبيّة
بدأت الإرساليّة الأمريكيّة المشيخيّة عملها المُرسليّ فى مصر بخدمة متكاملة شملت التعليم، والكرازة، ودراسة الكتاب المقدس، وجسديًا برعاية صحة الإنسان، وتنمويًا بالارتقاء بالمجتمع سلوكيًا وماديًا.
بدأت الخدمة الطبية فى أسيوط 1886، بافتتاح عيادة صغيرة فى المدينة، أدارها الدكتور جوهانزتون وتحرك منها إلى القرى المحيطة بأسيوط لزيارة المرضى فى منازلهم. ثم تبع ذلك إنشاء مشفىً آخر فى أسيوط، وآخر فى طنطا، أقامتهما الإرساليّة، ثم افتتحت الكنيسة المصريّة المشفى الإنجيليّ بشبرا والعديد من المستوصفات المحليّة، في أسيوط- سوهاج– بورسعيد– وغيرها.
احصائيات
كان نصف عضوية الكنيسة الإنجيليّة فى مجمع أسيوط، أما فى القاهرة، فكان هناك نحو مئتين وخمسين عضوًا، وثلاث كنائس فى كل القطر المصرى. أول قرية رحبت بوجود كنيسة مشيخيّة، كانت قرية الجاولي بمجمع أسيوط، وقرية سنورس في الفيوم، أما أول مدرسة فكانت بطنطا بالدلتا، وكان عدد الأعضاء
قُدِّر عدد الإنجيليين فيما بين خمسين إلى مئة إنجيلي، من جملة ستمائة مصريّ مسيحّي في الخرطوم، وأم درمان، كما جاء في تقرير الإرساليّة الأمريكيّة في مصر عام 1900م؛ وشجع هذا العدد كلا من الإرساليّة الأمريكيّة والكنيسة الإنجيليّة للبحث عن سبل لتلبية احتياجاتهم، وإنشاء كنيسة إنجيليّة بالسودان.
تشريعات وقوانين
نظر المجمع المشيخيّ المصريّ فى الكنيسة الإنجيليّة بسنورس فى 7 فبراير عام 1898م، فى أمر اتساع العمل الإنجيليّ فى مختلف جهات مصر، وتعذر إدارة شئون كل الكنائس من خلال مجمع واحد.
تقرر أن تُشكل المجامع الأربعة فى 22 فبراير عام 1899م، وأن يُشكل السنودس فى 11 مايو عام 1899م برئاسة الدكتور واطسن.
عام 1899م، تم تحريم شراء العبيد والإماء؛ ونظرًا لتعذر إعادتهم لأسرهم، أصبحت الكنيسة مسؤلة عن تربيتهم وتعليمهم، وعلى سادتهم يقع التأديب لمخالفتهم قرار الكنيسة.
تم تقسيم المجمع المشيخي المصري إلى ستة دوائر هي: القاهرة، والمنيا، وشمال أسيوط، وجنوب أسيوط، وجرجا، وقنا؛ واحتوت كل دائرة على لجنة كرازيّة ورعويّة محليّة، مكونة من خمسة أعضاء، ثلاثة خُدَّام مُرتَسمين، وشيخين.
تاريخ الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر في الحقبة الزمنية من عام 1900م إلى عام 1960م
الأحداث الرئيسية وتشمل الآتي:
السياق التاريخيّ والثقافيّ والاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ
السياق السياسيّ
برز من بين الإنجيليين من ساهم فى الثورات الشعبيّة مثل ثورة 1919م، وصياغة الدستور المصريّ 1923م، وتشكيل الأحزاب السياسيّة.
كانت الكنيسة دائمًا فى صفوف قيادة النظام والأحزاب وصياغة دستور 1923م، عدا ما يتعلق بالأمور التي تمس القيم، ومواقف العدالة وترابط مكونات المجتمع المصري والعربي، مع وجود التفاعل الحيوي بين الكنيسة والمجتمع عبر تاريخها. استمراراً لحركة التنوير. وبعد تأسيس مدرسة الأزبكية سافر يوحنا هوج إلى أسيوط، وهناك أسس كلية أسيوط الأمريكية.
1911م شهدت مدينة أسيوط، المؤتمر القبطي برعاية مطرانها، وبحضور شخصيات مسيحية هامة، لعبت أدوارًا غاية في الأهمية، حيث ناقشوا موضوعات تخص الشأن المسيحي، مما فجر بركان الفتنة الطائفية على صفحات الجرائد.
كان موفدوا محمد على إلى فرنسا قد مهدوا الطريق لفتح مدارس تساير المناهج الغربية، وهكذا بدأت أول مدرسة فى الإسكندرية، ومن هنا فكر المرسلون فى فتح المزيد من المدارس.
فى الفترة ما بين عام 1882- 1918م، شعر المرسلون بوجود حرية دينية، إلا أنَّ التحول للمسيحية كان نادر الحدوث، فالأعداد التي كانت تنضم للكنيسة الإنجيلية عادة كانت تأتى من الكنيسة القبطية فى الصعيد، فطبقًا لتعداد الحكومة عام 1907م، كانت مدن مثل أبو تيج وملوى وهور والنخيلة قد شهدت نموًا ملحوظًا لعدد الإنجيليين. وشهدت قرية قلندول مثلآً نموًا مؤثرًا فى عام 1907م، حيث كان هناك مايقرب من أربعمائة وثلاثة وخمسين بروتستانتيًا، في مقابل ثمانمائة وثلاثة وخمسين أرثوذكسياً، من تعداد القرية الكلي الذي كان وقتها ثلاثة آلاف وتسعمائة وستة نسمة.
1922م استقلت مصر بشكل رسمي، وتم وضع الدستور عام 1923م وصارت مصر عضوًا في عُصبة الأمم المتحدة عام 1937م. ولما تطلع المصريون للخلاص من التأثير الأجنبي، والحصول على الاستقلال الكامل فى 1945م، مما ترتب عليه توابع مصيرية لحقت بالمشيخيين الأمريكان وصاروا موضوعًا تتناوله سياسات محاولة تقليص وجودهم وخضوعهم للإشراف الحكومي. حتى جاءت ثورة يوليو 1952م، فصارت اليد العليا للحكومة المصرية.
1941م، كان للحرب العالمية الثانية أثرها على المرسلين، وأجبر نقص العاملين على إغلاق مدرسة الإسكندرية للبنات، واضطر المرسلون لترك البلاد أو الهروب للخرطوم بعد هجوم روميل على صحراء مصر.
1944م، تم تأجير الذهبية (أيبس) إلى جمعية الخريجات وكان هذا عصر التبشير من خلال الرحلات النيلية .
1951م، انخفض عدد المدارس الإنجيلية نتيجة لقرار الحكومة المصرية في سنة 1951م بمجانية التعليم، إلا أن الكنيسة لم توقف مسيرتها في خدمة التعليم فاحتفظت بالمدارس المتميزة سواء في قرى أو مدن.
أمم الرئيس المصري جمال عبد الناصر قناة السويس عام 1956 بعد أن كانت تحت السيطرة البريطانية، فثارت انجلترا وفرنسا وإسرائيل وقاموا بهجوم عسكرى على مصر.
السياق الاجتماعيّ
عام 1952م، وافق القس صموئيل حبيب الذى كان قسًا فى الكنيسة الإنجيلية على العمل مع دافيدا فنى فى حملة محو الأمية. ومنح كل مقومات الحياة لهذه القرى، وتم تسجيل هذا المشروع حكوميًا وعُرف فى عام 1960م بأسم” الهيئة القبطية للخدمات الاجتماعية”.
السياق الدينيّ
لاحظ آندرسون فى هذه الفترة أن القادة المصريين يفتقرون إلى الحرارة الروحية، وأنهم متمسكون بقوة بالتقليد الكنسي. وأن قادة السنودس يملكون كفاءات فكرية عالية، إلا أنهم اهتموا بالسياسات الكنسية والإدارية أكثر من اهتمامهم بربح النفوس ورعايتها.
بعد إعلان الكنيسة استقلالها المالي والإدارى عام 1926م، تدخلت ظروف داخل وخارج الإرسالية والكنيسة، أثرت في علاقتهما وتسببت في إحداث تغيرات بها.
اجتازت الكنيسة في مصر أيضًا في فترة من النهضة داخل البلاد فقد نمت خدمة الشباب والعمل الاجتماعي وعقدت الأحداث الكرازية الضخمة بشكل ملحوظ. وتطورت رؤية السنودس لإمكانية العمل الكرازي مستقبلاً في مناطق جديدة. حيث ناقش في عام 1954م امتداد الخدمة للواحات في الصحراء الغربية. كما نظمت لجنة النهضة الروحية التابعة للسنودس، في عامي 1958م ، 1959م، حملات كرازية فى كل أنحاء مصر. وبدأت الاجتماعات.
تاريخ الكنيسة الإنجيليّة فى هذا العقد
1922م استقلت مصر بشكل رسمي وتم وضع الدستور عام 1923م وصارت مصر عضوًا في عصبة الأمم المتحدة عام 1937م. ولما تطلع المصريون للخلاص من التأثير الأجنبي والحصول على الاستقلال الكامل فى 1945م، ترتب عليه توابع مصيرية لحقت بالمشيخيين الأمريكان وصاروا موضوعًا تتناوله سياسات محاولة تقليص وجودهم، وخضوعهم للإشراف الحكومي، حتى جاءت ثورة يوليو 1952م حيث صارت اليد العليا للحكومة المصرية.
1926م تم بناء كلية اللاهوت الإنجيلية بالعباسية، فى شارع السكة البيضا فى عهد الملك فؤاد.
استقلت الكنيسة المصرية ماليًا عن الإرسالية.
1934م، أخذ البرلمان أول خطوة نحو السيطرة على الإرسالية، بأن مُرر قانون 40 لتنظيم المدارس الخاصة، فعرض عليها الالتزام بالامتحانات التى تضعها الحكومة. والخضوع للمفتشين المصريين مما أدى إلى غلق بعض المدارس الإرسالية لعدم توافر الشروط الواردة بالقانون.
1937م، اتحدت الجمعيتان البريطانية فى الصعيد، مع الأمريكية فى الدلتا وكان مقرها في 62 شارع إبراهيم باشا بالقاهرة ( شارع الجمهورية الآن). وسميت “دار الكتاب المقدس” فى الستينيات.
1941م، كان للحرب العالمية الثانية أثرها على المرسلين، وأجبر نقص العاملين على إغلاق مدرسة الإسكندرية للبنات، واضطر المرسلون لترك البلاد أو الهروب للخرطوم بعد هجوم روميل على صحراء مصر.
1944م تم تأجير الذهبية (أيبس) إلى جمعية الخريجات وكان هذا عصر التبشير من خلال الرحلات النيلية .
1948م، توجهت الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الأرثوذكسية معًا للأنضمام لمجلس الكنائس العالمي وصارت كل منهما عضوة بالمجلس.
1954م احتفلت الإرسالية بالعيد المئوى على تأسيسها، وكانت رئيسة الحفل السيدة دافيدا فنى التى ساعدت فى تأسيس برنامج محو الأمية الذى تطور فيما بعد وصار الهيئة القبطية الإنجيلية.
1956م كينيث كريج انشغل بالحوار المسيحي الأسلامى، وعرف “بحوار الشهادة المحترمة للمسلم” وفكرته هي مناقشة المعتقد المسيحي بانفتاح مع المسلمين، دون اللجوء إلى محاولات كسر القوانين.
1958م، أعلن السنودس استقلاله عن المحفل العام للكنيسة المشيخية المتحدة لأمريكا الشمالية UPCNA وسلمت الإرسالية معظم أعمالها للسنودس.
الشخصيات المؤثرة فى هذا العقد
ويصا واصف عضوًا في اللجنة الإدارية للحزب الوطني بعد وفاة مصطفى كامل 1908م. ثم أصبح عضوًا بحزب الوفد وعارض ويصا واصف التمثيل النسبي للأقباط في البرلمان وصدر دستور 1923 م خاليًا من أية إشارة إلى التمثيل النسبي. وكان ويصا واصف وكيلاً لمجلس النواب في عهد سعد زغلول ورئيسًا له في عهد مصطفي النحاس.
إستر فهمي ويصا من رائدات الحركة النسائية والحركة الوطنية المصرية، لعبت دورًا كبيرًا في ثورة 1919م ، والدها أخنوخ فانوس رئيس الطائفة الإنجيلية. ساهمت بحماس في رفع وتطبيق شعار “الهلال مع الصليب” خلال الثورة الوطنية 1919م. كما لعبت دورًا كبيرًا في الكفاح ضد الاستعمار الإنجليزى.
ميلو مال فتير خدم فى كلية أسيوط عام 1920م، وعمل على تحسين السلالة الحيوانية واستجلاب سلالات البقر النيوچيرسي، التى تميزت بوفرة إدرار اللبن وعمل مع دافيدا فى المشاريع التى تخدم المجتمع المصري بشكل واسع.
توفيق دوس ناشط سياسي، انضم إلى حزب الأحرار الدستوريين عام 1922م، وعُين عضوًا بلجنة صياغة دستور1923م. وأصبح وزيرًا للزراعة فى وزارة زيور باشا عام 1925م. ثم انضم إلي حزب الشعب الذى أسسه صدقي باشا 1930م، وأصبح عضوًا بمجلس إدارة العديد من المؤسسات مثل بنك مصر، الاتحاد العقاري المصري، وجمعية حورس للطيران. واهتم في المرحلة الأخيرة من حياته بالشئون العربية من خلال وكالته للاتحاد العربي.
ميس وايت التى التحقت بالإرسالية الأمريكية عام 1919م، عملت فى مدارس للبنات وتعليم شغل الإبرة وبيوت الأيتام، وفى عام 1923م، عملت فى خدمة حسابات مجلس إدارة الإرساليات فى الدلتا واستقالت عام 1926م نتيجة للأزمة المالية.
إلياس باشا شغل منصب وكيل نيابة لمدة خمسة عشرة عامًا، ثم استقال من منصبه الحكومي ليمارس مهنة المحاماة. عُين عضوًا بمجلس الشيوخ في عهد حكومة محمد محمود باشا، وفى 1923م، اختاره عدلي يكن باشا مستشارًا للوفد المصري في المباحثات مع الحكومة البريطانية.
الشيخ يوسف الطويل: أول مصري يُعين نائبًا للجمعية عام 1937م .
هوكنج تشارلز واطسون شارك فى حضور مؤتمر فى نيويورك يتناول موضوع الحرية الدينية، وهذا المؤتمر وضع بذرة تقرير الحالة الدينية في الشرق الأوسط الذى ظهر عام 1938م، بعنوان ” رؤى للحرية الدينية فى الشرق الأوسط” .
چون طمسون كان يدرس في كلية اللاهوت وسافر إلى غزة عام 1949م لتوزيع مساعدات من الكنيسة المشيخية المتحدة بشمال أمريكا بالتعاون مع الكويكرز.
السيدة دافيدا فنى كانت رئيسة حفل العيد المئوى للإرسالية 1954م، والتى ساعدت فى تأسيس برنامج محو الأمية الذى تطور فيما بعد وأصبح الهيئة القبطية الإنجيلية.
كينيث كريج انشغل بالحوار المسيحي الإسلامى، عام 1956م، وعرف “بحوار الشهادة المحترمة للمسلم” وفكرته هي مناقشة المعتقد المسيحي بانفتاح مع المسلمين، دون اللجوء إلى محاولات كسر القوانين.
جون بادو كان مرسلاً للعراق، وخلف تشارلز واطسون فى نفس الخط واهتم بادو بالقضية الفلسطينية بأعتبارها القضية العربية الرئيسية واحتج على سياسة الولايات المتحدة .
ألكسان (باشا) أبسخيرون اتخذ المحاماة مهنة له، وتزوج من السيدة فاروزة ابنة ويصا بقطر كبير الأسيوطيين فى ذلك الوقت، وأحد أركان الكنيسة الإنجيلية. تزعم “جمعية نهضة الشيوخ والعلمانيين التبشيرية” وفي عام 1940م رُسم شيخًا لكنيسة قصر الدوبارة، وقد كان مقرها وقتئذ فى شارع إبراهيم باشا بالقاهرة. عُين وكيلاً للطائفة الإنجيلية لمدة أربعين سنة تقريبًا. وكان عضوًا في مجلس الشيوخ لمدة 10 أعوام، وأسهم إسهامًا بارزًا في مجال الأعمال الخيرية.
القس سويلم سيدهم انتهت خدمته كمرسل بجنوب السودان عام 1964م.
القس طانيوس زخاري 1958م، بذل جهودًا لعقد اجتماعات كرازية وتشجيع على نمو الكنائس.
الأنشطة المؤثرة فى تاريخ الكنيسة الإنجيلية في هذا العِقد
اهتمت الكنيسة بعمل احتفالات للصلاة على المستوى العام للكنيسة الإنجيلية بمصر، وبدأ فكرة احتفال الصلاة السنوى القس غبريال ميخائيل الضبع راعي الكنيسة الإنجيلية بالفجالة. وكان ذلك يوم الثلاثاء 18 ديسمبر عام 1900م بمدينة أسيوط.
1907م، هو عام ميلاد الأحزاب المصرية بتياراتها المختلفة في العمل الوطني.
1910م افتتحت المدرسة التجارية بالإسكندرية، بدأت كقسم تجاري ألحق بالمبنى المركزي للمدارس بالعطارين، وقد تقدم العمل به بنجاح كبير بسبب الحاجه الماسة إلى من يستطيع القيام بأعمال السكرتارية والحسابات وتحول بعد ذلك إلى ما سمي بكلية التجارة.
انعقاد المؤتمر القبطي عام 1911م برئاسة بشرى بك حنا منصور وبحضور ألفٍ ومئة وخمسين شخصًا نيابة عن جميع أقباط القطر المصري، لمناقشة الوضع الراهن من سياسة التفرقة والتمييز التي تمارسها سلطة الاحتلال.
1920م اجتمعت مجموعات المرسلين فى خمس مدن فى القطر المصري لتؤكد وتنمي المدخل الودى في بحث الأديان الأخرى.
1926م تم افتتاح المبنى الجديد لكلية اللاهوت.
توجهت الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الأرثوذكسية معًا للأنضمام لمجلس الكنائس العالمي، وأصبحت كل منهما عضوة بالمجلس سنة 1948م.
ظهور أول مجلة مسكونية أرثوذكسية ( الكرمة) وفيها بيان للاهوتيات المُتفق عليها بين الكنيستين في موضوع الخلاص.
تم طباعة كتاب منتخبات المزامير والترانيم سنة 1933، واعتمدت المادة الثامنة والعشرون – في التسبيح – قرر بأن يُنتخب عدد من الترانيم المطابقة لروح الكتاب المقدس وتعليمه. وتم انتخاب 150 ترنيمة وألحقها بنظم المزامير.
زارت دافيدا فنى غزة عام 1952م حيث قام 1800 فلسطينى بتعليم القراءة لـ 9000 آخرين وعبرت عن انبهارها بحماسهم وذكائهم. وقامت عام 1933 م بطباعة كتب لعناية المرأة ببيتها واطفالها.
وفرت الإرسالية مبلغ 154.000 دولار، وجلبت أبقار النيوچيرسي لزيادة إنتاجية الألبان، ودواجن وماعز أيضًا. كبداية لتعاون الإرسالية مع المؤسسات المدنية. فى عام 1952م جاء مشروع المساكن الاقتصادية مع شركة فورد فاونديشن.
فى عام 1952م وافق القس صموئيل حبيب الذى كان قسًا فى الكنيسة الإنجيلية على العمل مع دافيدا فنى فى حملة محو الأمية. ومنح كل مقومات الحياة لهذه القرى، وتم تسجيل هذا المشروع وعُرف فى عام 1960م بأسم” الهيئة القبطية للخدمات الاجتماعية”.
1954 قام السنودس بمحاولة إدارة المدارس الإنجيلية وتم تعيين مجلس عام عن طريق السنودس للقيام بهذه المهمة.
1956 تنازلت الإرسالية الإمريكية عن إدارة مدارس سنودس النيل الإنجيلي للجمهورية العربية المتحدة إلى سنودس النيل المجمع الأعلى لطائفة الأقباط الإنجيليين عن إدارة هذه المدارس بالجمهورية العربية المتحدة.
في عام 1958م نظمت لجنة النهضة الروحية حملات كرازية في جميع انحاء مصر، وأدت الاجتماعات في المدن والقرى إلى نمو ملحوظ في الكنائس المحلية.
أنشأ السنودس في عام 1958 م لجنة النهضة الروحية لعقد اجتماعات كرازية وتشجيع نمو الكنائس، وبذل القس طانيوس زخاري جهوداً جبارة في هذا الإتجاه، وكانت التقارير المبدئية مشجعة 31000 حضروا اجتماعات النهضة الروحية نتج عنهم 234 عضوًا جديدًا.
تم تنفيذ مشروع لإذاعة صوت الإنجيل عام 1959م، وقد عينت اللجنة وسائل التعليم السمعية والبصرية التابعة للمجلس المسيحي للشرق الأدنى لجنة تنفيذية للقيام بكل ما يلزم لتنفيذ هذا المشروع.
بدأ الاهتمام بالصحافة الإنجيلية عام 1952 لكونها تحتل ركنًا خطيراً في كل بلد وفي كل مكان.
1960م شجع قادة الكنيسة السنودس للتركيز على العمل الكرازي بالاستعانة بموارد الكنيسة لتحقيق هذا الغرض.
التعليم
احتفظت الإرسالية في ذات الوقت بإدارة المدارس والعمل الطبي، والبرامج الكرازية ، والخدمات المختلفة الأخرى.
أدى انخفاض أعداد الُمرسلين إلى ضرورة تدريب مصريين للقيام بأدوار القيادة في مجالات الخدمة المختلفة. أوكلت الإرسالية للمصريين أعمال الكرازة والتعليم، واوفدت بعض القادة المحتملين عبر البحار للدراسة لضمان تأهلهم لذلك.
اتجهت الكنيسة الإنجيلية عام 1955م إلى بدء برنامج محو الأمية الذى اتسع ليغطي ستة محافظات، فقدمت الكنيسة التعليم للأميين دون تمييز لمذهب أو دينٍ.
الخدمة الطبيّة
بدأت الإرسالية الأمريكية المشيخية عملها المرسلي فى مصر بخدمة متكاملة شملت التعليم والكرازة ودراسة الكتاب المقدس وجسديًا برعاية صحة الإنسان وتنمويًا بترقية المجتمع سلوكيًا وماديًا.
اهتمت الكنيسة الإنجيلية بتدريب الفتيات المصريات على مهنة التمريض، من خلال مدرستين افتتحتا لهذا الغرض واحدة في أسيوط فُتحت أبواب دراسة مهنة التمريض أمام المصريات في عام 1925. وكان يُقدم للدارسات منهجًا متكاملًا لمدة ثلاثة سنوات يصرن بعدها ممرضات محترفات، والثانية في طنطا فتحت أبوابها في عام 1949م وتخرجت أول دفعة منها عام 1952م.
احصائيات
نصف عضوية الكنيسة الإنجيلية كانت فى مجمع أسيوط، أما فى القاهرة، فكان هناك أقل من مئتين وخمسين عضوًا وهناك ثلاث كنائس فى كل مصر، رحبت بوجود كنيسة مشيخية وهي الجاولي فى مجمع أسيوط، وسنورس في الفيوم وطنطا بالدلتا، وكان عدد الأعضاء ستة آلاف عضوًا.
1904م، كان يتبع الجمعيتين البريطانية والأمريكية سبعة وعشرون موزعًا للكتاب المقدس يعملون في مدن وقرى مصر والسودان كما كان لهما أربعة مكاتب بالوجه البحري، وقد وزعتا فى تلك السنة مئة وعشرين ألف نسخة من الكتب المقدسة وأجزائها مقابل نحو مئة ألف فى السنة السابقة. كانت تعمل الجمعية البريطانية فى الصعيد، بينما عملت الجمعية الأمريكية بالدلتا، وكانت القاهرة والإسكندرية مناطق عامة مشتركة.
فى عام 1907، حيث كان هناك حوالى أربعمئة وثلاثة وخمسين بروتستانتيًا مقابل ثمانمئة وخمسين أرثوزكسي من تعداد قرية قلندول الكلي وهو ثلاثة آلاف وتسعمئة وستة نسمة.
1927م تناقص العدد إلى مئة وأربعة وسبعين مُرسل بعد أن كان مئتين وسبعة عشر.
1932م نقص عدد مدارس الإرسالية وعزى المرسلون ذلك إلى نقص عدد الطلبة المسلمين وأيضًا الأزمة المالية.
بلغ عدد المدارس من الإسكندرية شمالاً حتى أسوان جنوبًا مئة وسبعة وستون مدرسة، انتشرت في المدن الكبيرة، والبلدان الصغيرة، والقرى المصرية لتستوعب أربعة عشر ألف وثمانمئة وثلاثة وثمانين طالبًا بحلول عام 1904م.
أنشأ السنودس في عام 1958 م لجنة النهضة الروحية لعقد اجتماعات كرازية وتشجيع نمو الكنائس، وبذل القس طانيوس زخاري جهوداً جبارة في هذا الإتجاه، وكانت التقارير المبدئية مشجعة، إحدى وثلاثين ألفًا حضروا اجتماعات النهضة الروحية نتج عنهم 234 أعضاء جدد.
تشريعات وقوانين
صدرت قرارات السنودس عام 1924م لإعداد مدارس لتعليم العاميين ( المدارس العامية) ومدارس المهد للاعتناء بالأمهات والمواليد.
وفى نفس العام قرر السنودس تشكيل لجنة لتكوين مكتبات لنشر الثقافة في الكنائس والمدارس على حد سواء.
1919م قرر السنودس تشكيل لجنة لدراسة مشروع إقامة مبنى خاص لمدرسة اللاهوت على مساحة قدرها ثلاثة آلاف وستمئة متر مربع بشارع السكة البيضاء بالعباسية. واتخذ السنودس قرارين:
القرار الأول: تعيين قسيسيّن مصريين كأعضاء في هيئة التدريس، وهما القس تادرس حنا، والذي درس في الكلية في فترات سابقة تحت إدارة الإرسالية الأمريكية، وتعيين القس غبريال ميخائيل الضبع كأستاذ غير متفرغ بالكلية إلى جانب خدمته كراعي للكنيسة الإنجيلية بالفجالة.
القرار الثاني: إقامة مبني خاص لكلية اللاهوت يمتلكه ويديره السنودس برئاسة القس معوض حنا.
اهتم السنودس بتنظيم عمل الشيوخ والشمامسة وتحديد اختصاصاتهم وكيفية القيام بمسؤلياتهم طبقًا لما جاء بمحاضر السنودس عام 1982م.
1939م صدر تقرير يعترف بأن الكنيسة الإنجيليّة لم تعد تنمو كما كانت، وأن عدد المترددين يتناقص كل عام وعدد المنضمين يقل. حتى المنضمين إليها لم تعد الكنيسة قادرة على الاحتفاظ بهم.
تم تقسيم المجمع المشيخي المصري إلى ستة دوائر هي: القاهرة، والمنيا، وشمال أسيوط، وجنوب أسيوط، وجرجا، وقنا واحتوت كل دائرة على لجنة كرازية ورعوية محلية مكونة من خمسةأعضاء، ثلاثة خدام مرتسمين وشيخين.
شُكلت المجالس الحسبية عام 1952م فنزعت من المجلس الملي الإنجيلي بعض اختصاصاته التي قامت بها المجالس الحسبية ولاسيما حصر التركات وتنصيب الأوصياء والقوامة والحجر.
تاريخ الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر في الحقبة الزمنية من عام 1960م إلى عام 1980م
الأحداث الرئيسية وتشمل الآتي:
السياق التاريخيّ والثقافيّ والاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ
السياق السياسيّ
أيدت الحكومة الأمريكية عام 1967م إسرائيل في حربها ضد مصر، وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأمريكا مؤقتًا. ورغم أن المُرسلين الأمريكيين لم يطردوا من مصر، إلا أنهم رحلوا وذهب معظمهم إلى قبرص. واجهت الكنيسة المصرية ضغوطًا حكومية لفصل نفسها عن الإرسالية بالإضافة إلى اعتمادها ماليًا على التبرعات الأمريكية التي تساهم في ميزانية السنودس العامة وبرامج الخدمة. واحتفظ السنودس والإرسالية الأمريكية بارتباطهما من خلال مجلس الكنائس العالمي.
لم تكن التغيرات السياسية هي العامل الوحيد الذي دفع إلى إعادة تنظيم العلاقة بين الأمريكيين المشيخيين والكنيسة الإنجيلية في مصر، فقد كانت للتغيرات في لاهوت الإرساليات عالميًا وفي الكنيسة الأمريكية المشيخية على وجه الخصوص تأثير كبير.
لقد غير المناخ السياسي الأهداف المباشرة للمُرسلين، وأخذت المفاوضات بين السنودس والإرسالية الأمريكية في مصر ومجلس الإرساليات الأجنبية في الكنيسة المشيخية المتحدة UPCNA طابعًا ملحًا جديدًا، إذ كانوا يسرعون بنقل إدارة الممتلكات والخدمة إلى مصريين لتولي إدارة خدمتهم ومسؤلياتها.
أثر الوضع السياسي والتطور اللاهوتي في العلاقة بين الإرسالية والسنودس، مما سارع في عملية الاستقلال وتشكيل تفاعلهما المستقبلي معًا.
استمر السنودس في مواجهة ضغوط الحكومة رغم كل هذه العلاقات الدولية وكان موقفه يزداد صعوبة بسبب استمرار تنامي الكراهية تجاه الأمريكيين.
السياق الاجتماعيّ
برزت رؤية الهيئة الإنجيلية القبطية عام 1947م من خلال المرسلة الأمريكية ” دافيدا فني” التي سعت لإقناع الإرسالية الأمريكية وسنودس النيل بضرورة تفاعلهم مع قضية تنمية القرى وتشمل مساعدة القرى في الزراعة، والصحة، والصناعات الريفية، ومحو الأمية.
أثَر المفهوم الشمولى في الخدمة، وركزا على الخدمة الإجتماعية والتي اطلقوا عليها إنجيل المحبة أي كل الإنجيل لكل إنسان بإعتبار أن الخدمة هي شهادة مسيحية، والذى بدأ خلال العمل التنموي في القرية، بالاهتمام بكل نواحي الحياة وتغيير استراتيجية الكنيسة والتى تخدم الكنيسة فيه احتياجات الفرد كاملة سواء روحية أو اجتماعية.
السياق الدينيّ
في ذلك الوقت تبلورت اتجاهات لاهوتية شكلت حقبة جديدة من العمل المُرسلي بين الإرساليات الغربية بصفة عامة، والكنائس الوطنية التي انشأتها تلك الإرساليات، بما فيها الكنيسة الإنجيلية بمصر.
ظهرت العديد من المبادرات والأنشطة التي أيقظت الآمال في إحداث نهضة روحية في الكنيسة المصرية. خاطبت الإرسالية عام 1961م السنودس تسأله أن يشرف على العمل الكرازي، بحيث تقع المسئولية كاملة على السنودس، فيعين الخدام، ويتابع خدمتهم، ويقيم استراتيجية توزيع المُرسلين ككارزين في المجامع.
خضعت الكنيسة الإنجيلية في مصر، كما ذُكر سابقًا، لتغيرات كبيرة في علاقتها بالإرسالية الأميريكية ولاهوتها عن الخدمة. كانت الكنيسة تسعى إلى هوية مستقلة بعد أن دام ارتباطها بالمشيخيين الأمريكيين أكثر من قرن من الزمان. وكانت الفترة من 1958م- 1970م حقبة هامة في تشكيل عمل السنودس ومفهومه عن الخدمة.
تاريخ الكنيسة الإنجيليّة فى هذا العقد
1960م بدأ السنودس يستلم دعوات لإيفاد قسوس للبلاد العربية، سواء كان لديها كنائس إنجيلية محلية مثل سوريا ولبنان أو يقيم بها إنجيليون مصريون للعمل مثل الكويت ودول الخليج.
1960م بدأت رابطة السيدات
1967م قامت الحرب مع اسرائيل وتم إخلاء مصر من كل الأميريكين وكانت هذه هى المرة الأولى منذ 113 عام تخلو مصر من أى مرسل.
1971م شهد هذا العام الكثير من الأنشطة في أنحاء البلاد مثل الوعظ، فرق الترانيم ، فرق التمثيل، السمعيات والبصريات والمؤتمرات، والقوافل وتوزيع الكتاب المقدس
1974م تم تشكيل مجلس كنائس الشرق الأوسط وتمثلت فيه الكنائس الأرثوذكسية جنبًا إلى جنب مع الكنائس الإنجيلية.
1982م اهتم السنودس بتنظيم عمل الشيوخ والشمامسة وتحديد اختصاصاتهم وكيفية القيام بمسؤلياتهم طبقًا لما جاء بمحاضر السنودس.
1988م بدأ الحوار اللاهوتى الذى حدث بين الكنيستين الإنجيلية المشيخية والقبطية الأرثوذكسية، واستمر حتى عام 1991م.
الشخصيات المؤثرة في تاريخ الكنيسة الإنجيلية فى هذا العقد
ماكجيل أحد المرسلين الأمريكيين الذين خدموا في مصر فترة طويلة وتولي مسؤلية القيادة في الإرسالية الأمريكية في مصر.
فايز فارس: راعي الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا وهو لاهوتى متميز ومشارك في لجنة الدراسة الإستشارية. رأى أن خدمة المجتمع هى جزء من رسالة الكنيسة وشجع الكنيسة على تغيير أساليبها وفقًا للتغيرات المجتمعية حولها.
القس يوسف عبد النور تمت رسامته كراعٍ إنجيلي للكويت من قبل مجمع الأقاليم العليا.
الدكتور القس عبد المسيح اسطفانوس: أول مدير مصري عام 1963 م لدار الكتاب المقدس.
جين سميث: إحدى الممرضات المرسلات عملت فى غزة لبعض الوقت.
جون بادو: كان مرسلاً فى العراق وخلف تشارلز واطسون فى نفس المكان واهتم بادو بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية العربية الرئيسية واحتج على سياسة الولايات المتحدة .
القس صموئيل حبيب : أحد أبرز القيادات الإنجيلية ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية فى ذلك الوقت.
الأنشطة المؤثرة فى تاريخ الكنيسة الإنجيلية في هذا العِقد
1960م حدث تقدم في التكامل مع المُرسلين الذين خدموا كأعضاء فاعلين في مؤسسات السنودس مثل مجلس الإدارة السنودسي والمجالس الأخرى.
1961م قررت الإرسالية الأمريكية أن تقدم دعمًا ماليًا للسنودس لبعض مشروعاته مثل العمل الكرازي في المجامع ومشروعات تنمية القرى.
1962م تم عرض لائحة جديدة للإرسالية تتضمن مبادىء التكامل مع السنودس، تم دعوة أعضاء السنودس لحضور الاجتماعات الإدارية للإرسالية وللخدمة في لجانها. مع منحهم حق التصويت.
1963م كانت هناك دعوة للإنضمام أوسع لأعضاء السنودس للجنة التنفيذية للإرسالية مع حق التصويت، مع تكوين لجنة مشتركة من السنودس والإرسالية لدراسة عملية التكامل.
1965م عُقدت مشاورات رئيسية بين الكنيسة الإنجيلية ومندوبين عن لجنة الخدمة المسكونية والعلاقات بالكنيسة المشيخية بأمريكا COEMAR لوضع خطة لمزيد من التكامل.
1966م اقترحت الإرسالية تغيير الشروط التي بمقتضاها يخدم المرسلون الكنيسة الإنجيلية. وأن المسؤليات الجديدة تتضمن طلب إيفاد مُرسلين، وتوزيعهم على حقول الخدمة في مصر وتعليم اللغة والتدريب على الخدمة فى الحقل المصري وتقديم الرعاية الشخصية والروحية.
1966م إعلان رئيس الإرسالية الأمريكية في مصر ” حل هيئة الإرسالية الأمريكية” واختفى منذ ذلك التاريخ الكيان الرسمي المُسمى بـ “الإرسالية الأمريكية” وأطلق السنودس على المُرسلين الأمريكيين ” شركاء خدمة” لتفادى الضغوط الحكومية وحساسيتها تجاه المُرسلين.
1968م اشترك السنودس مع مجلس الكنائس العالمي في دراسة خمس مجالات للخدمة في السنودس شملت: كلية اللاهوت، المدارس، المستشفيات، خدمة السمعيات والبصريات، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية CEOSS.
1971م استجاب السنودس لطلب حكومي بتوضيح علاقاته بالكيانات الأجنبية بتقديم وثيقة مطولة لتاريخ السنودس الإداري وبرامج خدمته، وتم التأكيد على حل الإرسالية الأمريكية بعد نقل خدماتها وممتلكاتها إلى السنودس.
1974م تم تشكيل مجلس كنائس الشرق الأوسط وتمثلت فيه الكنائس الأرثوذكسية جنبًا إلى جنب مع الكنائس الإنجيلية.
التعليم
في الفترة من 1958م- 1970م تمت تنحية موضوعات الخدمة الكنسية جانبًا. واستهلكت شئون المدارس، والممتلكات والأبنية والعمل الاجتماعي في القرى، وكتابة دستور الكنيسة الجديد اجتماعات السنودس.
كان الإشراف على بعض مؤسسات الخدمة وخاصة المدارس، يتم على أكمل وجه، إلا أن ذلك كان على حساب الخدمة الروحية وأولويات الخدمة.
قل اهتمام السنودس بالاحتياج لزرع الكنائس، وخدمة الشباب، والتوسع في الحقول المُرسلية الجديدة.
احصائيات
1966م كان عدد المُرسلين 67 خادماً، لكن في عام 1970م هبط هذا الرقم إلى 25 مرسلا فقط.
تشريعات وقوانين
1960م دعت لجنة المهام المسكونية والعلاقات مندوبين من الكنائس الوطنية الأصغر والكنائس الأمريكية لتشكيل لجنة تقرر سياسات مشاركة الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة، اجتمعت اللجان ثلاث مرات يناير 1960 م وحتي سبتمبر 1960م.في ثلاث اقسام:
القسم الاول: تناول المبادىء اللاهوتية للعمل المُرسلي.
القسم الثاني: أكد على دور الكنيسة كمجتمع مُرسلي، فتكون الكنيسة محلية، كارزة، جاذبة وخادمة لهم.
القسم الثالث: أهمية دمج الإرسالية بطرفيها ما بين الهيئات الغربية التى تُوفد مُرسليها والكنائس المحلية.
1962م مناقشة لائحة جديدة للإرسالية تتضمن مبادىء التكامل مع السنودس، ودعوة أعضاء السنودس لحضور الاجتماعات الإدارية للإرسالية وللخدمة في لجانها المختلفة.
1974م تم تشكيل مجلس كنائس الشرق الأوسط وتمثلت فيه الكنائس الأرثوذكسية جنبًا إلى جنب مع الكنائس الإنجيلية.
المراجع
أديب نجيب سلامة، الإنجيلين والعمل الوطني-دراسة توثيقية، القاهرة: دار الثقافة. 1993.
تاريخ الكنيسة الإنجيلية في مصر، القاهرة: دار الثقافة. 1982
إميل زكي وفنيس نقولا، الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر-البدايات والتفاعل والتطور، القاهرة: دار الثقافة.2015.
سهيل سعود، العقائد الإنجيلية من أفواه المصلحين، القاهرة: دار الثقافة. 2019