
الكاتب
القس عيد صلاح
راعى الكنيسة الإنجيلية بعين شمس
سنودس النيل الإنجيلي
الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر
هوية يسوع في قصة الميلاد
مَن هو يسوع حسب قصة الميلاد؟
ومَن هو يسوع بالنسبة لنا اليوم؟
تُعلن قصة الميلاد بوضوح هوية يسوع المسيح في شخصه ورسالته، وقد وردت قصة الميلاد بوضوح في متى 1، 2 ولوقا 1، 2 عن الميلاد الجسديّ، ثم يشير البشير مرقس إلى بداية خدمة المسيح العلنيّة في بداية الإصحاح الأول (مر 1: 1)، بينما يعود البشير يوحنا إلى الوجود الأزليّ لشخص المسيح في استخدامه لمفهوم الكلمة حسب (يو 1: 1). وهكذا ترتب الأناجيل الوجود الأزليّ للمسيح (بداية إنجيل يوحنا) ثم الميلاد الجسديّ (بداية إنجيل متى ولوقا) ثم بداية خدمته (بداية إنجيل مرقس)، وهذا يبين التكامل في الأناجيل في قصة الميلاد.
وقصة الميلاد ملهمة مثلها مثل قصة الخلق في سفر التكوين وحلول الروح القدس يوم الخمسين في بداية أعمال الرسل. وبالتالي الخلق والتجسد وحلول الروح القدس في يوم الخمسين هي أحداث غير قابلة للتكرار كما قال هيرمان بافينك في بداية كلامه في كتابه عن الروح القدس.
في هوية المسيح في قصة الميلاد يكون التركيز على الأسماء التي وردت في قصة الميلاد فكل اسم لها معنى ورسالة وكل الألقاب تؤكد على هوية المسيح ثم تركز على رسالته، وسوف تكون هناك مناقشة لسؤالين هما: مَن هو المسيح حسب قصة الميلاد؟ ثم مَن هو المسيح بالنسبة لنا اليوم؟
يبدأ إنجيل متى بإعلان هوية المسيح بالقول: “كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ:” (مت 1: 1). في هذه الافتتاحية نجد أربعة أسماء وألقاب هامة: يسوع، المسيح، ابن داود، ابن إبراهيم. وفي لوقا يقول: ابن الله “بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ.” (لو 3: 38). وأيضًا: “فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.” (لو 1: 35). وكان الإعلان: “هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،” (لو 1: 32). وقال مرقس في بداية الإنجيل: “بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ” (مر 1: 1).
في استخدام ابن داود وابن إبراهيم وابن الإنسان كما قال المسيح عن نفسه “لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.” (لو 19: 10) يركز على الجانب الجسديّ، وابن الله وابن العلي يبرهن على لاهوت المسيح، فالمسيح إنسان كامل وإله كامل في آن واحد، وهو الله حسب ما ذكر الوحي في يوحنا “وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ” (يو 1: 1).
ومن الملاحظ أنَّ متى ركَّز على سلسلة النسب في (متى 1: 1-17)، ثم في إنجيل (لوقا 3: 23-38). ولا يمكن وردود هذه السلسلة إلا بالمقارنة بأول سلسلة نسب وردت في سفر التكوين الأصحاح الخامس، وهنا تكون المقارنة بين قائمة آدم وقائمة المسيح، نسل أدم ونسل المسيح “لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ.” (1 كو 15: 22).
سلسلة أدم تفوح منها رائحة الموت وهي الكلمة الأكثر تكرار في سلسلة نسب التكوين، ورسالة الحياة التي جاءت في شخص يسوع المسيح: “فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ” (يو 1: 4)، وكما قال المسيح عن نفسه: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ” (يو 14: 6). سلسلة النسب في متى بدأت من إبراهيم وفي لوقا رجعت لآدم وهذا يُبَيِّن أنَّ رسالة المسيح لكل الناس. واختلاف سلسلتي النسب بين متى ولوقا يعود إلى أن سلسلة نسب يوسف من سليمان الملك ابن داود الملك، بينما تتبع القديس لوقا سلسلة أنساب العذراء مريم من ناثان بن داود الملك حتى وصل إلى هالي والد العذراء مريم، وقد نسب إليه يوسف.
الألقاب التي وردت في الميلاد: اسم ورسالة
يسوع:
وهو اسم عبريّ معناه يشوع ومعنى الاسم مخلص أو يخلص وهو ما أكدت عليه قصة الميلاد حسب قول الملاك ليوسف: “فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ” (مت 1: 21). وهي نفس الرسالة للرعاة: “فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.” (لو 2: 11). بيَّنت قصة الميلاد هدف ورسالة المسيح الأساسيّة وهي رسالة الخلاص، وهو ما تم التأكيد عليه في سفر أعمال الرسل: “وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ.” (أع 4: 12).
المسيح:
المسيح هو الاسم العبريّ للمسيا، ومعناه الممسوح من الله، وهو حلم كل العهد القديم ونبواته عن المسيا الآتي الذي يحقق الرخاء والعدل والسلام. قال اندراوس لبطرس: “قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ. فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ” (يو 1: 41، 42). في المسيح تحققت نبوات العهد القديم كاملة وقد أشار البشير متى إلى ذبلك في قصة الميلاد في أكثر من موضوع على سبيب المثال: (مت 1: 22، 2: 5، 15، 17، 23).
ابن إبراهيم:
في الأحد عشر إصحاحًا الأولى من سفر التكوين برزت مشكلات ثلاث دمرت البشريّة، هي: الخطية، الطوفان، بلبلة الألسنة. ومع تكوين 12 الله يبدأ من جديد مع إبراهيم بوعد مهم: “وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ.” (تك 12: 1-3). وقد تحقق الوعد في شخص المسيح: “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ” (أف 1: 3).
قصة إبراهيم هي قصة أساسية في الإيمان المسيحيّ، وهو شخصية مركزية في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، والتلمود وما بين العهدين كما أنَّه شخصية مهمة في القرآن. ويمثل حلقة الوصل بين الديانات الثلاث، ويعتبر مادة طيبة للحوار بين أتباع الديانات والثقافات. ومازال لهذه القصة الأثر على أيامنا الحالية.
لم يظهر إبراهيم على مسرح الأحداث فجأة ولكنه يأتي في سياق ترتيب سفر التكوين من ناحية الأنسال فمن أدم إلى نوح عشرة أنسال، ومن نوح إلى إبراهيم عشرة أنسال. عاش إبراهيم 175 سنة منها 100 سنة في علاقة مع الله، فحين دعي كان في سن 75 عامًا (تك 12: 4)، وحين رقد كان لدية 175 عامًا (تك 25: 7)، فعاش 100 عامًا من الخبرة الروحيّة مع الله، ورد في العهد القديم 160 مرة، وفي العهد الجديد 70 مرة. وتتلخص حياته في ثلاث محطات كبرى: الدعوة تك 12، العهد تك 15، تقديم اسحاق تك 22. وأصبح جزءًا هامًا في تاريخ العلاقة مع الله: “جَمَعَ يَشُوعُ جَمِيعَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى شَكِيمَ. وَدَعَا شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَرُؤَسَاءَهُمْ وَقُضَاتَهُمْ وَعُرَفَاءَهُمْ فَمَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ. وَقَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: آبَاؤُكُمْ سَكَنُوا فِي عَبْرِ النَّهْرِ مُنْذُ الدَّهْرِ. تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ، وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى. فَأَخَذْتُ إِبْرَاهِيمَ أَبَاكُمْ مِنْ عَبْرِ النَّهْرِ وَسِرْتُ بِهِ فِي كُلِّ أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَكْثَرْتُ نَسْلَهُ وَأَعْطَيْتُهُ إِسْحَاقَ.” (يشوع 24: 1-3).
تزوج إبراهيم سارة وهاجر وقطورة وسراري أخريات وله 21 حفيدًا. وكان العقم نوع من اللعنة: سارة، رفقة، راحيل كلهن كن عاقرات، وبالتالي كن يحتجن إلى تدخل إلهيّ، وهذا ما تم معهن جميعًا. العهد مع إبراهيم “أذهب، وكن بركة”. والذي ميز قصة إبراهيم حسب العهد الجديد هو حياة الإيمان: “فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا.” (رو 4: 3)، ونجد أيضًا إشارة واضحة عن حياة الإيمان في (عبرانيين 11: 8-12؛ 17-18).
والقصة ظهرت في تواصل مع أدم، فتظهر قصة إبراهيم بعد ثلاث كوارث إنسانية كبرى حسبما وردت في تكوين من 1-11، حيث السقوط وما تبعته من جرائم أخلاقيّة كالقتل، ثم حادثة الطوفان، ثم بلبلة الألسنة في بابل، فالبشريّة في حالة من الفوضى والهلاك والدمار. فيأتي إبراهيم لخطة إلهيّة محدَّدة يقدم الله من خلاله حلاً لكل المشاكل البشريّة من خلال عهد الله مع إبراهيم. وحسب وعد الرب له: “كن بركة”، يكون بركة لكل الشعوب والأمم وذلك عكس اللعنة التي لعنت بها الأرض بسبب خطية أدم (تك 3: 17). والبركة هي السبيل إلى الحياة للخليقة كلها. وفي هذه القصة نجد أنها لكل الخليقة وليست لإبراهيم فقط.
تواصل القصة مع المسيح، يشير متى في الإنجيل إلى “كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ” (متى 1: 1)، وذلك من منظور قصة الخلاص حسب الوعد “وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ” (تك 12: 3)، وذلك تحقيق للإرادة الإلهية. يركز البشير متى على المفهوم الخلاصيّ من خلال العهد مع إبراهيم وتحقيقه في شخص المسيح في العهد الجديد. والخلاص هو لكل الأمم وليس إسرائيل فقط، ومن خلال سلسة النسب الواردة في متى 1 نجد تجسيد لهذ المفهوم، حيث تشمل السلسلة شخصيات ليست يهوديّة كراحاب وراعوث، وفي نفس الوقت تنتسب إلى السلسلة شخصيات سيئة السمعة مثل ثامار، وهذا دليل على لاهوت النعمة في المفهوم الخلاصي.
ابن داود:
شخصية داود شخصية مركزيّة في الكتاب المقدّس فقد تحول لنموذج، وتحول من الشخصيّة التاريخيّة إلى الشخصيّة الداوديّة، وتجد أنَّه قد تحقَّق فيه عهود كثيرة، فالعهد القديم متحمور مع سلسلة من العهود في إيقاع تصاعدي تأتي بنا من خطوة تلو الأخرى إلى المسيح. في هذه السلسة يحتل داود مكانة هامة ومتميزة، فإنَّه تحوّل إلى نموذج ورمز.
وظهرت كتابات مثل (حزقيال 34: 20-25) تتكلم عن شخصية داود كنموذج للرعاية بالرغم أنَّ الزمن بين حزقيال وداود 300 سنة، داود كان في 1000 قبل الميلاد وحزقيال 700 قبل الميلاد. وهو يقدم في حزقيال 34 صورة لمن يرضي الله، يمثل طبيعة الله، يمثل شرع الله وكأن الله هو الحاكم والقاضي. الله سوف يخلص الشعب ليس فقط من السبيّ الجغرافيّ ولكن من السبيّ الروحيّ وهي حالة الابتعاد عن الله، والحل ليس الرجوع للأرض ولكن الرجوع لله. وفي حال فشل الرعاة عن الرعاية كما رصدها حزقيال 34 يظهر في المشهد داود، فالشخصية الداودية تعبر عن العدالة والسلام والطاعة الكاملة.
وفي حزقيال 37 يقدم الشخصية الداودية القادمة “وَدَاوُدُ عَبْدِي يَكُونُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُ لِجَمِيعِهِمْ رَاعٍ وَاحِدٌ، فَيَسْلُكُونَ فِي أَحْكَامِي وَيَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَيَعْمَلُونَ بِهَا. وَيَسْكُنُونَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُ عَبْدِي يَعْقُوبَ إِيَّاهَا، الَّتِي سَكَنَهَا آبَاؤُكُمْ، وَيَسْكُنُونَ فِيهَا هُمْ وَبَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ إِلَى الأَبَدِ، وَعَبْدِي دَاوُدُ رَئِيسٌ عَلَيْهِمْ إِلَى الأَبَدِ. وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ، فَيَكُونُ مَعَهُمْ عَهْدًا مُؤَبَّدًا، وَأُقِرُّهُمْ وَأُكَثِّرُهُمْ وَأَجْعَلُ مَقْدِسِي فِي وَسْطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ.” (حزقيال 37: 24-27)، وهنا نجد داود نموذج مصغر للمسيح وما تم من إحياء العظام هي صورة للقيامة في شخص المسيح.
في إرميا نجد تصور أخر للشخصية الداودية “فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَفِي ذلِكَ الزَّمَانِ أُنْبِتُ لِدَاوُدَ غُصْنَ الْبِرِّ، فَيُجْرِي عَدْلًا وَبِرًّا فِي الأَرْضِ”. (إرميا 33: 15)، هو غصن البر الذي يرفع شعب إسرائيل من المعصية إلى البركة. يرد شعب يهوذا وشعب إسرائيل ويغفر ذنوبهم.
وفي إشعياء يقدم داود على أساس العبد المتألم، فمن أصحاح 1-39 يقدم حلم صهيون لحياة الجديدة، ومن إشعياء 40-66 يقدم تعزية، فالله يأتي بخليقة جديدة وأرض جديدة، ينتقل من صهيون الساقطة إلى صهيون الجديدة، والسؤال كيف يكون هذا يكون من خلال عبد الرب المتألم حسب ما ورد في إشعياء 42، 49، 50، 53، هذا هو الملك القادم للخلاص.
في إشعياء 55: 4-5 يتحدث عن “مراحم داود الصادقة” الشخصية الداودية ينبوع البركة، صورة لشخص المسيح كما ورد في أعمال الرسل 13. في داود المتألم الله يحقق العهد مع داود، والمسيح هو الشخصية الداودية. هكذا نرى شخصية داود كنموذج امتدت لتكون أكبر من شخصيته وهويته التاريخية وتكون صورة للمسيح القادم، الذي تتبارك فيه كل قبائل الأرض.
ابن الله وابن العلي:
تقدم الأناجيل حقيقة هوية يسوع المسيح وذلك قبل الصياغات التي أتت بها المجامع المسكونية حول شخص المسيح، فتذكر قصة الميلاد أن يسوع المسيح هو ابن الله وابن العلي، والبنوة هنا ليست بنوة مجازية أو استعارية ولكن بنوة ذاتية. وفي لوقا يقول: ابن الله “بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ.” (لو 3: 38). “فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.” (لو 1: 35).”هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،” (لو 1: 32). “بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ” (مر 1: 1).
المخلص:
قال الملاك ليوسف: “فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ” (مت 1: 21). وهي نفس الرسالة للرعاة: “فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.” (لو 2: 11). الخلاص هو المشروع الإلهي الأهم في قصة الميلاد، فالهدف والرسالة هو يخلص والاسم هو المخلص، والخلاص يتعامل مع المشكلة الأساسية وهي مشكلة الخطية، وقد عبَّر الرسول بولس عن هذا الأمر، بصورة عامة بالقول: “الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ،” (2 تي 1: 9). وبصورة شخصية يقول الرسول بولس: “صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا.” (1 تي 1: 15).
عمانوئيل:
من الأسماء المحببة التي ظهرت في الميلاد وأعلنت ليوسف هو “عمانوئيل” قال الملاك ليوسف: “هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.” (مت 1: 23). بدأ إنجيل متى في المسيح ومع المسيح بالتأكيد على معية الله، وفي نهاية إنجيل متى يقول المسيح “وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ.” (مت 28: 20). ويقول بولس: “فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟” (رو 8: 31). الله معنا هو سبب تعزية حقيقية في كل ظروف الحياة، فالله معنا أهم سبب في دفع الحياة الروحية للأمام. وبالتالي تكون حياة الإيمان إننا نلتصق به في ظل الظروف الصعبة: “مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ (رو 8: 35)، ولغة اليقين هي: “فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رو 8: 38-39).
الملك:
مع قصة المجوس يعلن الوحي المقدس في قصة الميلاد عن يسوع المسيح بوصفه ملك: “وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ” (مت 2: 1-2). إعلان الملك في إنجيل متى مرتبط بإعلان السجود له وهذا ما فعله المجوس: “وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.” (مت 2: 11). وينتهي إنجيل متى بسجود التلاميذ للمسيح بالقول: “وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا.” (مت 28: 17)، والإعلان عن سيادة الرب يسوع المسيح: “فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ” (مت 28: 18).
في لوقا كان كلام الملاك لمريم: “هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ.” (لو 1: 32-33). وفي أنشودة التجسد: لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.” (في 2: 10-11). ويعلن سفر الرؤيا عن شخص المسيح: “وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ.” (رؤ 19: 16).
مدبر:
من الألقاب التي تلفت النظر أيضًا بعض الحديث عن يسوع المسيح الملك هو أنه مدبر يرعى، أو يحكم: “وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ” (مت 2: 6). وفي مقارنة غير مباشرة بين يسوع الملك وهيرودس الملك نجد أن ملك المسيح في رعاية وتدبير بينما هيرودس الملك يقتل الأطفال ليظل على قمة السلطة. قال المسيح: “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.” (يو 10: 11).
في قصة المسيح حسب الأناجيل نجد حكمة وعمل المسيح في الرعاية والتدبير مع كافة الفئات المهمشة، حيث تلخص هذه الكلمات علمه: “الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا” (أع 10: 38). وقد عبر البشير متى بالقول: “وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا.” (مت 9: 36).
القدوس:
من الألقاب والأسماء المهمة عن شخص المسيح في الميلاد هو القدوس: “فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.” (لو 1: 35). القدوس تشير إلى الله في طبيعته، المنزه عن الخطية، كلِّي الكمال، وقد شهدت الأناجيل عن شخص المسيح أنه بلا خطية: يقول بولس: “لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.” (2 كو 5: 21). ويقول بطرس: “الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ” (1 بط 2: 22). ويقول يوحنا: “وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، وَلَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ.” (1 يو 3: 5).
قداسة الله تقودنا لنحيا حياة القداسة “لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ.” (1 بط 1: 16). وهذا يدعونا ألا نتصالح مع الخطية، فالقداسة تعني نقاوة الأحشاء وطهارة الأعضاء. ونحصل على القداسة من خلال عمل نعمة الله في الحياة: “لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ،” (تي 2: 11-12) ولنتذكر دائمًا أن دعوة الله لنا هي الدعوة لحياة القداسة: “لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ.” (1 تس 4: 7).
الكلمة:
القارئ لإنجيل يوحنا يرى أنَّه اتخذ مدخلاً مهمًا جدًا وهو التعبير عن شخص المسيح بالكلمة وهو مدخل يفهمه اليونانيّ: “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.” (يوحنا 1: 1-2). الكلمة تعبر عن الوجود الأزليّ لشخص المسيح وارتباط الكلمة بالحياة والاستنارة، يقول يوحنا: “فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ” (يو 1: 4). وهو يعطي حياة الاستنارة: “مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ،” (أف 1: 18). وقال المسيح: “أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ.” (مت 5: 14). في ظل مساحات الظلام الفكري نحتاج لنور واستنارة المسيح بالروح القدس لينبر لنا الحياة والخلود أيضًا: “وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ.” (2 تي 1: 10).
الحمل:
ويستخدم يوحنا أيضًا كلمة “الحمل” وهي مدخل يفهمه اليهوديّ: “هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَم” (يوحنا 1: 29). والحمل يستعيد من خلاله رحلة الخروج من أرض مصر أرض العبودية، فكما كان الحمل والفصح دليلًا على العبور والخروج من العبودية للتحرير، وهكذا شخص المسيح هو من عبر بنا من خلاله لله فهو فصحنا: “إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.” (1 كو 5: 7).
الكلمة مفهوم فلسفيّ يونانيّ والحمل مفهوم طقسيّ يهوديّ يستخدم مدلول الفصح اليهوديّ للتأكيد على عمل الله الخلاصيّ في التاريخ. الحمل ضعيف ولكنه يرفع خطية العالم، الكنيسة ضعيفة ولكنها يمكن أن تغير، ويمكن أن تنتصر، نحن ضعفاء ولكن لنا تأثير. لذا المسيح كفايتنا لأنه هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم. رسالة الميلاد تعلن وتؤكِّد لنا عن كفاية شخص المسيح.
ملاحظات ختامية:
- هوية المسيح ارتبطت برسالته، وارتبطت رسالة المسيح بهويته، الهوية والرسالة امران متلازمان وقد بين قصة الميلاد ذلك.
- الخلاص من الخطية هدف مجيء المسيح إلى العالم، فهو يخلص، والمخلص، وحمل الله الذي يرفع خطية العالم، فمهما كانت خطايانا نجد أن محبة الله أعظم وأكبر.
- في المسيح وقصة الميلاد نختبر المعية الإلهيّة في كل ظروف الحياة في الأمور الكبيرة والصغيرة، فالله معنا.
- سيادة المسيح الملك تشمل كل الحياة الفضاء العام والخاص، وهو يدير ويرعى، ويحكم بالعدل والمساواة بين البشر.
- اختبار حياة التقديس من خلال علاقتنا بالقدوس بعدم التصالح مع الخطية والجهاد والصراع اليومي المتجدد مع الخطية والشر والعالم.
- الاستنارة الحقيقية هي في المسيح ومن خلاله ففيه النور والاستنارة، ومسؤوليتنا أن نستنير وننير أيضًا.
خدمة مساء الأحد 8 يناير 2023م
القس عيد صلاح
الكنيسة الإنجيلية بعين شمس، القاهرة
- المسيح مثالنا الأعظم: مواقف ما قبل الصليب
- يوحنا المعمدان: وقف مع الحق ضد القوة
- عندما جاء المسيح إلى أرضنا: ماذا فعل؟
- فرحين فى الرجاء: كيف؟
- فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ: لماذا؟
- هوية يسوع في قصة الميلاد
- يوسف البار الصامت المؤثر ومبادئ من حياته
- قصة الميلاد تعلن: كفاية شخص المسيح
- علامات تميز الكنيسة 3-3: الشهادة
- علامات تميز الكنيسة 2-3: الخدمة